إذا أردت أن تقرأ بروفايل بالصحافة السعودية اقرأ بروفايل يكتبه عمر المضواحي، إذا أردت أن تقرأ تحقيق صحفي مكتوبًا باللغة والواقع والحثيثات المحيطة بموضوع التحقيق الصحفي، والممزوج بالتاريخ واستحضار الماضي، واستشراف المستقبل أقر تحقيق صحفي كتبه عمر المضواحي. إذا أردت أن تبحث عن صحفي سعودي غائب عن التواجد في عيون المناسبات بكافة أنواعها ولكنه حاضر دائمًا كل ماحضرت صاحبة الجلالة (الصحافة)، عمر المضواحي حاضر دائما فى ذاكرة الصحافة السعودية منذ أن وطأة قدماه أرضها من خلال مجلة اقرأ عام 1410 هجري. أنا شخصيا لم تربطني به معرفة صداقة، ولكن تعرفت عليه فى دروب الصحافة وشوارعها، وسجل بذاكرتي واحد من أجمل التحقيقات الصحافية بدءًا من تحقيق مكتب بريد التحلية بجدة الذي كتبه بشكل روائي يحكي فيه أيامه عن معاناة المواطن مع البريد، ومعاناة البريد مع نفسه وكان ذلك قبل عشرين عاما تقريبا قبل النقلة الكبري للبريد اليوم، إلى تحقيقات بخيبر التى أعتبرها من وجهة نظري جسدت لغة جديدة بالتحقيق الصحفي بالصحافة السعودية بإمضاء المضواحي. وظل -رحمه الله- محور جدال فيما يكتبه قلمه وفيما يمارسه من أعمال إدارية أثناء تكليفه بمهام صحافية إدارية، فئة تنعته بأنه نرجسي وفئة تنعته بأنه دكتاتور فى قراراته وإدارته وهناك محبين يصفونه بأنه القديس فى عالم الصحافة، إلا أنني ورغم معرفتى بالسيد كما يحلو أن يطلق عليه يكره كل هذه التصنيفات وخاصة من قبل المحبين له، ولكن يظل شاغل المحيط الذي يتواجد به بما يطرح أو بما يمارس من عمل.
لذا فإن الحديث يطول عن المضواحي حيث أن مخزن ذاكرتي مليء بما يقال عن الفقيد -رحمه الله- وخاصة من حيث التحقيقات والقصص الصحفية والبروفايلات التى كتبها بمسيرته الصحفية، ولكن تبقي أمامي قصة بروفايل الذي كتبه يوم إقالة صالح التركي من غرفة جدة، وكيف انتفض قلم المضواحي من مخبأه؛ ليدافع عن نصير الفقراء واليتامى الشيخ صالح التركي الذي حضي بهذا اللقب من المضواحي رغم أنهم لم يعرفوا بعض لبعد المضواحي عن لغة الأرقام. يظل عمر المضواحي اسم عائش بالذاكرة الصحافية رغم كل تصاريف الزمن المتغير فى الصحافة. -رحم الله- المضواحي الذي فقدته مكة وفقده الوطن.