المقالات

يُــرْضِـيْـنَـا .. ولايُـرْضِـيْـنَـا!

( ضَـمِــير مَـكّــي )

 

مَــن تابع ردود الأفعال الإعلامية التي أعقبت حادثة المحتسب التي حملها الأسبوع الماضي، وجاءت اعتراضاً منه أثناء إحدى الفعاليات الشعرية المصاحبة لـ (معرض جدة الدولي للكتاب)؛ يخرج بعدة قراءات منها:

*أن اجتهادات بعض المحتسبين الشخصية التي تظهر في بعض الفعاليات والبرامج؛ ورغم أنها بعيدة عن الجهاز الرسمي لـ (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، إلا أنها دائماً ما تُـحـسَــبُ عليه من قبل بعض الإعلاميين، فـ (للهيئة) تُــوَجّــهُ سهامُ النقد التي تصل أحياناً للمطالبة بإلغائه، دون أن يكون له ذنب!

وتلك الممارسة أراها تنحر الموضوعية والـحياد والإنصاف التي يؤمن بها الجميع، وهذا يحدث مع (الهيئة) تحديداً دون بقية الأجهزة الحكومية الـخَـدَمِـيّــة الأخرى التي لو قام أحد أفرادها الرّسميين ببعض التجاوزات؛ فإن اللغة الإعلامية معه تأتي متسامحة، مؤكدةً بأن ماقام به إنما هو عمل فردي، لايقدح بتلك المؤسسة التي ينتسب لها!!

*أيضاً (حرية الرأي والفكر) التي تُـرفع رايتها؛ تختفي تماماً مع مايطرحه أولئك المحتسبون، ويتم الهجوم عليهم بشراسة، تصل نيرانها لمحطة استعداء المجتمع ضدهم، وكأنهم ارتكبوا كُـفْــرَاً بَـوَاحَــاً، أو جاهروا بمعصية أو بعمَـلٍ يهـز وحدة الوطن وأمنه!!

ذلك الاستعداء الذي (لايرضِـيْـنَـا) ظهر أثره في (حادثة جدة) الأخيرة بتلك العبارات الخارجة والجارحة والعنيفة الصادرة من بعض الجماهير الحاضرة تجاه المحتسِـب (انْـقِـلِـع، اطْــلَـع بَــرّا)، والخَـوف أن يتحول ذلك العنف إلى جَـسَـدي، في الوقت الذي هناك سَـعى بمختلف الوسائل لغرس ثقافة الحوار في مجتمعنا، ومن أجله تم تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني!

أخيراً الذي (يُـرضِـيْـنَــا) هو (الـعَــدل)؛ فـأولئك الطيبون – وإن اختلفنا مع أسلوب بعضهم في الاعتراض- لكن لابد أن يُـحفظ لهم حقهم في إبداء رأيهم إذا عرضوه بأسلوب حضاري مناسب، وكان ضمن القنوات الرسمية، أو المداخلات الصوتية للفَعَـالِـيّــة، تلك هي الممارسة الحقيقية لحرية الرأي التي تنشدون يا أولئك!

تـويتر : @aljamili

aaljamili@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى