قبل أيام أرسلت عبر الواتس لبعض الأصدقاء عبارة جميلة في مضامينها، ودونتها تحت عنوان “همسة”، ومن ردود الأصدقاء الرائعة كروعتهم، استوقفني رد أحدهم مجاملًا لي ومعترضًا بأن ما أرسلته ليس “همسة”، بل “حكمة”. ومن مبدأ الدمج والاختصار كعبارة “هندرة”، وهي كلمة عربية مشتقة من دمج كلمتي (هندسة) و(إدارة). ومن باب درء الخلاف وتسوية الاختلاف؛ فقد عمدت على استخلاص كلمة “حكمسة” أي دمج كلمتي “حكمة” و”همسة” لأرضي صديقي ونفسي . ولم أوردها هنا لأسجل بها براءة اختراع لي ولو أنه من حقي، بقدر ما هو تذكير لنا جميعًا بأن نتحلى بسعة الصدر في استقبال الردود حتى وإن قست علينا، وتقبل الرأي الآخر، والتروي مع المؤيد والمعترض؛ لنعرف رؤيته وتفسيره، وأهمس بالتحلي بالحكمة في كل الأحوال. كما أحذركم ونفسي بعدم المزاح الكتابي في الرسائل بين الأصدقاء والنقاش العميق وبالأخص في القضايا والمواضيع غير المتفق عليها، ولاسيما أمام الجميع في مواقع التواصل كمثل مجموعات وقروبات الواتس وغيرها، خصوصا إذا لم تعرف جيدا عقلية الطرف الآخر في النقاش، فقد تصل الأمور بينكما لسوء الظن والرد المتسرع، حتى تأخذه العزة بالإثم لكي ينتصر لنفسه أمام الآخرين. وبعيدًا عن صديقي الحميم الودود صاحب النقاش المتزن ذاك الذي أدين له بأنه أوصلني لبراءة اختراع كلمة “حكمسة”.
أوصيكم ونفسي بأن نراعي الله فيما نرسل، واحذر من النسخ واللصق، دون التدقيق في الرسالة ومحتواها، ومراعاة محاذير إرسالها المتعددة كالدينية والإجتماعية والنفسية والأخلاقية والسياسية، والمضرة بمصلحة الوطن والحاوية على أسرار وتحركات قطاعاته العسكرية والوثائق والتعاميم والخطابات السرية، والمليئة بالفضائح والتشهير والمنتهكة لخصوصية الناس وحياتهم، والتي تفوح منها العنصرية والفتن والبدع والإشاعات، وإثارة الرأي العام وإحياء النعرات والجاهلية والمناطقية والطبقية . فكل رسالة ترسلها سوف تحمل وزرها ووزر من أرسلها بعدك. فيا حبذا أن تجعل جهازك مقبرة وأرض توأد فيها هذه الرسائل. وخاصة إذا علمنا أن الكثير من مواقع التواصل تدار وتبث وترسل من بلدان تعتبر بلادنا في حالة عداء معها، وتريد الشر بمجتمعنا وبلادنا. فتعمد على استغلال المواقف والظروف؛ لتبث سمومها سعيًا للتفرقة وتمزيق وحدة الوطن “لا سمح الله” ولحمة أهله الطيبين . حمانا الله وإياكم وبلادنا من شرورهم، وجعلنا وإياكم من أصحاب العلم النافع والطرح المفيد .