أنعم الله علينا بنعم كثيرة ، لا نزال نرتع فيها نيامًا ومستيقظين ، وكثير من البشر نظرته قاصرة لا تتجاوز أرنبة أنفه ، تجده يبحث عن زيادات في الرواتب ، وكذلك نزول لأسعار الوقود وعدم توفر الوظائف وهلّم جرًا وسحبًا ، وقد أعلن عن ميزانية هذا العام فتناولتها المواقع والأشخاص كل حسب نظرته ، فمتشائم ومتفائل ، والحقيقة أن الميزانية هي ميزانية الحكمة والكرامة والشرف ؛ لا كما يعده الأخرون من حسابات لاتتجاوز السطحية والابتذال .
نحن سمعنا من أميرنا الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله – في اجتماعه بالمجلس الاقتصادي أن المملكة قادمة على تنوّع اقتصادي متعدد ، أي لا يعتمد على مصدر واحد ؛ بل تنتقل الدولة كغيرها من الدول التي لا تمتلك موارد ومع هذا تعتلي سلّم التصنيف في الصناعة والتقنية ، نعم ميزانيتنا مفخرة لنا بكل المقاييس رغم حسد الحاسدين وكيد الكائدين ، علينا أن نقاسم قادتنا أفراحهم وأتراحهم صعودهم ونزولهم ، رغبة في الحياة الكريمة التي نستمتع بها كأفضل دولة في العالم ، نعم دولتنا أفضل دولة في العالم ؛حكّام يحكمون بشرع الله مستمدين دستورنا من الكتاب والسنّة ، عبادة نؤديها بطمأنينة وأحكام للشريعة منفّذة ، ورخاء وسعادة ، وحرب على المنكرات، وعيون ساهرة على جميع الجبهات ، يأتينا رزقنا رغدًا من أقطار الأرض ، فلا نعرف موسم زراعة ولا موسم حصاد ؛ إنما ذلك يتكفل به الله أولاً ثم ولاة أمرنا وما علينا سوى الوقوف بجانب أقرب سوق تجاري لجلب حوائجنا ، فهل سألنا أنفسنا عن حبة الأرز كيف وصلت إلينا وكذلك حبة التفاح وغيرها؟ سخّر الله لنا سكان الأرض يعملون ليل نهار في خدمتنا فهل نشكر أم نكفر ؟ ﴿ أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون﴾ فعلينا ألّا نكفر بنعم الله ونكون متكاتفين مطيعين لحكّامنا وولاة أمرنا لا نتذمر من كساد أو نقص أو زيادة ، ولنعتبر مما يجري حولنا من الدمار والهلاك ولنتذكّر الأسباب ﴿وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون﴾. نحن مع قادتنا قلبًا وقالبًا حربًا وسلمًا ، نبتغي بذلك رضا الله ، وندعو الله بأن يسدد على طريق الخير خطاهم وأن ينصرهم على أعدائهم وحسّادهم ، ولجنودنا البواسل منّا الدعاء بالنصر ودحر الأعداء لإعلاء كلمة لا إلٰه إلّا الله .
كلمات تعبر عن وطنيه وحب للقياده والشعب وهذي هي صفات المسلم الحق الذي يسعى لبذل الخير في كلامه الجميل والواقعي
الذي نعيشه جميعا شكرا بحجم السما لك يا دكتور نايف ولا كسر الله لامثالك قلما ودمت راقي بفكرك .
احترم ما قاله الدكتور نابف الحارثي تحت عنوان ميزانية الحكمة والكرامة والشرف لكنه خلط بين امور كثيرة ولم يحلل عنوان مقالته ففي البداية يتحدث عن نعم الله علينا وفجأة بقفز على من يطلبون زيادة الرواتب وعدم زيادة الأسعار وكأنه ليس من البشر !!!
إن من الفطرة الإنسانية التي وضعها الله في نفوس البشر أنهم يحبون المال والاولاد ولقذ الله انهما زينة ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) مما يتمنى الإنسان زيادة الأعطيات والرواتب ويتمنى ألا تزيد الأسعار وسعادته واحد من الناس وقد يكون أول من يرغب في زيادة راتبه . لكنه لم يٓصدق لا مع نفسه ولا مع الآخرين وكان يجب عليه أن يناقش الميزانية ليس اعتراضاً عليها ولكن ليظهر ويبين أمنياته وامنيات المواطنين .
فلا يوجد شخص في الدنيا يرغب في زيادة الأسعار ولا يوجد شخص في الدنيا إلا ويرغب في زيادة راتبه . (( حاء في الأثر عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ لَتَمَنَّى الثَّالِثُ )).
ويقول أيضاً بانها ميزانية الحكمة والكرامة والشرف وكان الأجدر به أن يحلل كل كلمة من هذه الكلمات …
ويقول ان رزقنا يأتينا من كل مكان ونحن نعرف هذه المعلومة فالله قد تكفل بالرزق فهو سبحانه يرزق المسلم والكافر ولكن كلامه يدل على الاتكالية. اين ( وقل اعملوا ) واين ( واعدوا لهم ما استطعتم ) ثم يقول نحن مع حكامنا
بالطبع وبدون أدنى شك نحن مع حكامنا الذين لا يحبون مسح الجوخ ولا كيل المديح
حكامنا يريدون منا الصدق والشفافية والنصح
اسأل لي وللجميع الصدق والأمانة والإخلاص والبعد عن الرياء والسمعة وصل اللهم على سيدنا محمد
لا فض فوك يا دكتور : أصبت كبد الحقيقة .
قيل لأعرابي :
قد بلغ سعر الخبز بدرهم
فقال والله لا أبالي لو بلغت حبة الشعير بدينار
أنا ادعو الله كما أمرني
ويرزقني كما وعدني