في خضم الظُّروف المصاحبة لأحداث حريق مستشفى جيزان، وما صاحبها من اتهاماتٍ وتساؤلات، وما صاحبها أيضًا من إعفاءات وليس كلُّ ذلك بجديد..!!فقد تعودنا على هذه القرارات سابقا، وقد يكون من ضمن هذه الإعفاءات في وزارة الصَّحة بصفة عامَّة، كفاءات وطنيَّة نخسرها؛ بسبب الوضع القائم أساسا، لا بسبب سوء إدارة بعضهم..!! فكان منهم الضَّحيَّة أو كبش الفداء، وإلا يفترض من أيِّ مسؤول أن يسيِّر العمل حسب الإجراءات المتبعة، ووفقا لتقرير في صحيفة (مكة) الاثنين الموافق 17 ربيع الأول 1437 تقرير المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصِّحية (سباهي) إذ كشف إنَّ 12 مستشفى فقط من أصل 283 حكومية اعتمدت، في حين تحتاج البقية إلى تحسين أنظمة الأمن والسَّلامة، مؤكِّدًا أنَّ الوزارةَ تجاهلت تلك الملاحظات. باختصار لو كان هناك العمل المؤسساتي المتكامل لم نكن نحتاج كلَّ تلك الإشكاليات، والآن وبعد هذه الكارثة لا ينفع الكلام، ولا يفيد بتاتًا البكاء على اللَّبن المسكُوب. ولكن لعلَّ هذا يقودنا إلى البحث بمصداقيَّة عن مواطن السَّلامة في المواقع الحكومية وغير الحكومية، في: مستشفياتنا، في جامعتنا، في مدارسنا، في مصانعنا، في أسواقنا، في كلِّ ملتقياتنا الاجتماعية. أعلم أنَّ الدفاع المدني ممثلا في قسم السَّلامة حذَّر ويحذر تَكرارًا عن أهمية الحرص والحذر، بمعنى أنَّ الوقاية قبل العلاج، فكم أصدر التقاريرَ السنوية .. والتقارير الدورية للمنشآت والمؤسسات كافة، ولكن لاحياة لمن تنادي، وأيُّ علاج ينفع حينها إذا فُقدت الأرواحُ .. وأُزهقت الأنفسُ .. وتوالت الإصابات .. وتجددت الأحزان .. وأقيمت سرادق العزاء؟ فمن يُعوِّض الأب والأم أبناءهم؟ أو من يُعوِّض الأسرة ولي أمرها أو المسؤول عنها؟ أحزان ياوطني أحزان. فياليت!! وأتمنى أن تُؤخذ تعليمات وأنظمة الدفاع المدني بمسؤولية كبيرة، وأرجو أيضًا من الدِّفاع المدني تحديدًا ألا تكون تلك التَّنبيهات خجولة. بمعنى أنها ترفع للحاكم الإداري وللمدير العام للإدارة، ولكل الجهات الرقابية الحكومية المتابعة والمشاركة في الميدان، وتتابع بحزمٍ وصرامة، وفي هذا السِّياق يقول الخبير في مجال الأمن والسَّلامة في تعليم منطقة مكة المكرمة محمد عبدالله الشهري: (إن الأمن والسلامة بمفهومها العام هي: فنُ اكتشاف الخطر.. فليس كل من تدرب أو تخصص في مجال السلامة مؤهلًا بدرجة أن يعتمد عليه في إدارة أيِّ منظومة للأمن والسلامة في أي مرفق، مالم يكن لديه حس الأمان، وبديهة الاكتشاف لكلِّ مصدر أو ممكن يشكل خطورة. فمكامن المخاطر لا يكتشفُها إلا من اتَّصف بتلك الصفات). عمومًا وممَّا يُبشر بالخير ويدعو للتفاؤل أن هناك لجان عُقدت .. ومناقشات مستفيضة تمَّت .. وأفكار تتبلور .. ورؤى تظهر، وقد استبشر المجتمع بها، قبل أيام قلائل تحت مظلةٍ سامية وعالية (التحول الوطني)، والذي سيكون له أثره حقيقةً ليس في مثل هذه الظَّواهر بل بإذن الله تعالى في كلِّ أمور هذا الوطن الغالي .. تعليم .. اقتصاد .. صحة .. إعلام، إسكان .. فيحدث تحوُّل فعلي من الإنجاز والتميز والإتقان فكلُّ الذي نرتجيه بعد توفيق الله هو الجودةُ الشاملة، فنحن ولله الحمد لا تنقصنا الخبرات البشرية ولا الإمكانيات، ولا التقنيات. الذي ينقصنا صراحةً مراقبة الله عز وجلَّ والإتقان في كلِّ أعمالنا، رحم الله شُهداء مستشفى جيزان .. وألهم ذويهم الصبر والسلوان .. ولعلَّها آخر الأحزان ياوطني.
3
صح لسانك ووفقك الله
الله عليك يابو محمد . كلام سليم
الله يوفقك .
مقال رائع ابو محمد فعلا ما ينقصنا هو مراقبة الله والاتقان والاخلاص في اعمالنا ابتغا مرضاة لله