عبدالرحمن الأحمدي

يد من حديد..لرؤوس الظَّلام

في سؤالٍ من أحد الإعلاميين في المؤتمر الصَّحفي موجَّهٌ إلى المتحدِّث الرَّسميِّ بوازرة الدَّاخليَّة وإلى مندوب وزارة العدل بخصوص تنفيذ حكم الإعدام ـ في المُدَانِينَ وعددهم سبعٌ وأربعون ـ بتُهمِ الإرهاب والتَّحريض، حول نسبة السُّنَّةِ والشِّيعة من الجُناة والمعتدين، فكان الرَّدُّ: بأنْ ليس أمام القضاء جنسيةٌ أو طائفةٌ أو عِرقٌ أو لونٌ .. بقدر ما هو تنفيذُ نظامٍ قضائِيٍّ مستقِلٍّ، ومستمَدٌّ تشريعه من القرآن الكريم والسُّنَّة الشَّريفة، أمام قضيَّةٍ اكتملت أركانُ الجريمة فيها، وهذا هو الأصل، وعلى أساسه يَتمُّ التَّقاضِي، ولا لاعتبارات أخرى غير قانونيَّة، وليس هو الأمر المفضل، ولكن هذا هو ما اقتضت إليه الحاجة، واستحقَّ بموجبه الأمر. وكان إقامة الحدِّ الشَّرعيِّ على كلِّ معتَدٍ أثيم.وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه قوله:(إنها ستكون بعدي هنات وهنات-ورفع يديه- فمن رأيتموه يريد تفريق أمة محمد،وهم جميع، فأقتلوه كائنا من كان من الناس)

وبِيدٍ من حديد تضربُ الدَّولةُ، وتُنفِّذ إجراءاتِها ممثلةً في وزارة الدَّاخليَّة، وتمضِي في مسيرتها لا يهمُّها كائنٌ من كان، ولا تأخذها في الله لومة لائم، لمن يحاول أن يَعبثَ بصفوِ وأمن المجتمع. فهؤلاء الإرهابيُّون طغوا وبغوا، وتجاوزوا الحدودَ لتفيذ مخطَّطات الخِزي والعار، لمحاولة تعكيرِ الأمان الذي نعيشه، وحَبانا المولى عزَّ وجلَّ به، لمحاولة تفريق اللُّحمة الوطنيَّة، وما بدأته القاعدة من تفجير وإرهاب وإزهاقِ الأنفس وعبثٍ بالممتلكات، حتَّى أتمَّت داعش الدَّور الخبيث، بل وتفنَّنت بالقتل في المسلمين في أطهر وأقدس مكان لديهم في مساجدَ يذكر اسم الله فيها، وكأنَّنا انتهينا من ذلك، حتى يكمل ما تَبقَّى أذناب إيران، من تهديدٍ وفتك بالأرواح البريئة، من رجال أمنٍ ذنبُهم أنَّهم يسعون لحفظ أمن البلاد من مخطَّطات كُتبتْ في طهران؛ لتنيفَّذ في أرض الحرمين، وهيهات أن يكون ذلك بمشيئة الله.

ومن يعتقد أنَّه يستطيع أن ينفِّذ أجندةً داخليَّةً أو حتَّى خارجيَّة في هذا الوطن المبارك، فإنَّه يَحلُمُ، ويتوهَّم، ويغالط الواقع، وأظنُّ أنَّ به مسًامن جان، أو أُصيب بجُنان، فحاله في خبال، وأمره في وبال، وفي كلِّ هذه الأحوال هذا محال .. فلا ولم ولن تتحقَّق مخططاتُّ الشَّرِّ والسُّوء في بلد التَّوحيد والإيمان .. في بلد شعارها الخالد لا إله إلَّا الله محمَّد رسول الله .. في بلد تخدُم الإسلام والمسلمين ما استطاعت .. وفي كلِّ مكان وزمان، فهؤلاء السُّذَّج في ظنِّ اعتقاداتهم أنَّهم ماضون في تنفيذ ما يرونه صالحًا للأمَّة، فيرون أنَّه يجب أن يكون محاربة أهل الكفر والضَّلال بدءًا من بلاد المسلمين، وأي بلاد تكون..؟ بلاد الحرمين الشَّريفين، وما عرفوا أنَّهم في الواقع ينفِّذون خِطَطًا لِدول قريبةٍ أو بعيدة، تَأْمَلُ هذه الدُّول في النَّيل من وطنِنا وأمنِنا ومدَّخراتِنا، وهي تسعى ليلَ نهارَ في تحقيق مآرِبها الدَّنيَّئة، ولن يَتِمَّ ذلك بإذن الله تعالى؛ طالما في الأرواح أنفاسٌ.

أخيرًا رحم الله شُهداءَنا الأبرارَ من المواطنينَ مدنيِّينَ وجنودِ أمن، وحفظ اللهُ الجميع من كلِّ مكروه وسوء، وأدام الله علينا نعمة الإيمان والأمن والأمان.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اسال الله ان يحفظ بلادنا من شر ذي شر وان ينصرنا علي اعدائنا ويحرم موتانا ويتقبلهم من الشهداء شكرا لك يا ابا محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى