المحلية

وَأضلّهم السامري

حينما قامت الجهات التنفيذية بتطبيق أحكام القضاء في المجموعة التي ارتكبت أعمالًا إرهابية خطيرة داخل المملكة، نعقت غربان الطائفية، من صوب الشرق، فاستيقظت غربانٌ من سباتها، وملأت الفضاء ضجيجًا، وعويلًا، ليس على من تم الاقتصاص منهم، بل لأجل واحد فقط، وكأنه أحد رعايا إيران، اختطفناه من داخل طهران، وبدأ إعلامهم يتقيأ بأقذر العبارات والشتائم على المملكة، في أسلوب طائفي بغيض ممقوت . وإن تعجب فعجب قولهم: إن المملكة تتبع أسلوبًا طائفيًا، وهي الدولة التي لم تتدخل في شؤون إيران الداخلية رغم المشانق التي طالت رقاب علماء السنة داخل إيران ظلمًا وعدوانًا، ورغم الرافعات التي انتزعت أرواح إخواننا الأبرياء وأبناء عروبتنا في إمارة الأحواز العربية المحتلة، دونما ذنب جنوه، إلا المطالبة بالعدل والمساواة؛ فما رفعت المملكة عقيرتها بالاتهام والوعيد الشديد، ولا اتهمت قضاء إيران وعسكرها، رغم علمنا بالخلفيات الطائفية وراء كل تلك الإعدامات التي تنفذها حكومة طهران بصفة مستمرة، وذلك احترامًا للعهود والمواثيق الدولية، ولما عرفه القاصي والداني عن سياسة المملكة الرصينة التي تترفع بنفسها عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، فتجلّت طائفية إيران في أقبح صورها، بالدفاع عن مواطن سعودي أجرم بحق بلده فلقي جزاءه، ولم يكن دفاعهم عنه إلا لكونه شيعيًا، وتجاهلت إيران وأذنابها أن عدالة القضاء لدينا أكثر عدلًا وتطبيقًا لأحكام الله من قضائهم الطائفي الظالم؛ حيث وفّر القضاء السعودي للمجرمين كل متطلبات العدالة من أخذ أقوالهم وعرض الأدلة القائمة عليهم، والسماح لهم بتوكيل من يدافع عنهم، ولم تشّهر الدولة بهم أثناء المحاكمات فلم تكن تظهر أسماءهم ولا تعرض صورهم طيلة فترة سجنهم والتحقيق معهم، حتى بعد صدور الأحكام، وبعد الاستئناف عليها، إتباعًا للقاعدة العدلية الشرعية ( بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته) وبقي الأمر كذلك حتى اكتسبت الأحكام صفة القطعية بتنفيذ أمر الله فيهم، بعد مروره بجميع درجات التقاضي، ولأن الناس هنا يعلمون أن حكومتنا أيدها الله لا تسعى إلى القتل إلا حين يكون شرعيًا كالقصاص والحدود، فقد أيدوا إجراءات الدولة وباركوها، ولكن طائفية إيران وأذنابها تجاهلت أن للمملكة حق اتخاذ التدابير التي تكفل لها أمنها واستقرارها، وفق شرع الله وأحكامه. ثم هاهي إيران تطلق كلابها ينبحون في كل منعطف، منددين بما فعلته المملكة في أحد رعاياها المجرمين، لتؤكد إيران أن لها عملاء غرستهم ثم روتهم بماء الاٍرهاب والطائفية، حتى أصبح اجتثاثهم خسارة عليها، ومن يستمع لصراخ سامري الضاحية الجنوبية الذي ضلّل قومه، وحسّن لهم عبادة عجلهم (إيران) حين قال لقومه : إن إيران هي إلهكم وإله آبائكم، يدرك مدى الخسارة التي تلقاها حزب الله وإيران، يزداد قناعة على قناعته، أن المملكة كانت محقة في كل إجراءاتها وعادلة في كل قضاياها، وأن إيران وعملاءها خابوا في كل الميادين، فباتت أمانيهم سرابًا، وأصبح رجاؤهم عذابًا .

أحمد عيد الحوت

مستشار إعلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى