.: كثير من المثقفين والمتعلمين السعوديين ممن حملوا مشعل التنوير والتفكير حفظوا المتون والأخبار والآداب واللغات، وأتقنوا المعارف والحكم وما يدور في فلكها، ثم بعد هذا الزخم الكبير وتلك الدراية الواسعة وتلك العبقرية الفذة وذاك النتاج الفكري قاموا بتفسير ما فقهوه وما أدركوه وفق أهوائهم ولم يجعلوه وفق المعايير التي تعلموها والمقاييس التي درسوها والأنظمة التي بنوا عليها ثقافتهم. فتجد صاحب المبدأ الضحل والعقل الممسوخ ( يبرر أفعاله وأقواله وآرائه ) وفق مايمليه عليه ضميره متخذًا مبدأ (استفت قلبك)؛ فيحرم على الناس مايشاء ويحلل مايشاء، ويملي مايشاء ومن يخالفه في ذلك يراها بعيدًا عن جادة الصواب بل ويسفّه كل عقل وحكمةٍ تخالف عقله وحكمته فيبقى يدور في بوتقته الهولامية التي صنعها لنفسه. أضرب لكم مثالا يحكي ( هذا الواقع الممسوخ) التفاح .. كل الناس يعرفون لونه وطعمه وفائدته وبحسب أمزجتهم يشترونه، ولكن يظهر لهم فجأة من يخالف رأي الناس دون تثبّت ويقنعهم بأمور تخالف العقل والنقل، وعندما نسأله عن سبب ذلك ؟ يجيب بتبريرات وحجج واهية أسوء من رأيه الذي طرحه متبجحًا بأن تلك كرامة ومنزلة عليّة وحرية فكرية .. هل تعلمون لماذا ؟! لأننا نعيش في زمن المسخ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة) قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟! .. قال: (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) إنه ( زمن الليبرالية القذرة) المتحدرة من مخلفات الشعوب، وإنه ( عهد التكفير المضلل ) المستند على فتاوي غير صحيحة لا تمت للدين بصلة. فاحذروا أيها الأحبة من ذلك التلوث الفكري، وحصنوا أبناءكم من تلك الأوهام المشينة، وتابعوهم في كل تحركاتهم العقلية، وثقّفوهم على كل مايخدم دين الله وفق المنهج النبوي القويم، وعلموهم كيف يحترمون مقدرات وطنهم. وكونوا لهم نبراسًا فكريًا مستقى من النبل الإنساني الذي يضيف لهم قيمًا ومبادئ رائعة؛ ليروا أن الحياة حلوة لمن استخدمها وفق مايريده ربنا ويرضاه، وربّوهم على حب الوطن والانتماء إليه، والدفاع عن مقدراته ومحاربة الفساد الذي يحوم حوله .
نسأل الله أن يبارك في جهودكم ووقتكم وأبناءكم .
أحسنت ..
أستاذ عبدالرحمن في الطرح.. وياليت بني ليبرال يطبقون نظرياتهم على أنفسهم ويكفون المجتمع أوهامهم.. ولن يكون بمشئةالمولى عز وجل (زمن الليبرالية القذرة) فالمجتمع لدينا ولله الحمد والمنة في معظمه معتدل ووسطي.. ومعتز ومفتحر بدينه ومليكه ووطنه. تحياتي لك.