الزمان: اﻷمس واليوم وغد.
المكان: منشأة مشهورة وعلامة تجارية عالمية (ترفيهية) يشار إليها بالبنان.
الضحية: بناتنا وأخواتنا ممن اضطرتهن ظروفهن للخروج والعمل بحثًا عن لقمة العيش والكسب الحلال.
تحت وطأة ظروف الحياة الصعبة، خرجن من بيوتهن تاركين خلفهن أطفالًا أو آباء وأمهات عجائز، أو مرضى، أو للمساعدة والمساندة لتسديد قرض أو إيجار مسكن، أو غير ذلك. والبيوت أسرار ولا يعلم بأحوالها إلا الله. يعملن تحت وطأة عمل ضاغط ومزدح ، وأجواء غير صحية ولا محفزة . فلا أمان وظيفي، ولا عقود محددة للوظيفة وطبيعتها ومهامها بشفافية. فراغ يوقعون عليه، وفراغ آخر يعملون داخله، في البيع ومواجهة الجمهور أو المباشرة وتقديم الطعام، أو نظافة الطاولات أو حتى دورات المياه. لتجد نفسها وقد أضحت عاملة أو موظفة (جوكر) لكل مكان وزمان . يعملن ستة أيام في الأسبوع بواقع ثمان ساعات وبدون وقت (استراحة)، إلا للصلاة فقط، ومن رغبت في الطعام تشتري من جيبها وحسب التسعيرة المحددة للزبائن، أو عليها تدبر إحضار طعامها بطريقتها الخاصة !! وحتى أوقات الصلاة لا تتم مراعاتها ولا ضبطها، والتعليمات تنص بعدم مغادرة العاملة موقعها طالما أمامها زبون يتلقى خدمة أو يشتري !! أي تعسف وتعنت هذا ، حتى في الصلاة، هل نحن في مكة أو مدينة باريس؟! فترات العمل المسائية تمتد لساعات متأخرة من الليل، وتحديدًا الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ودون توفير وسيلة مواصلات (حافلة) آمنة لتوصيل عاملات وردية الليل إلى منازلهن، وعليهن تقع مسؤولية تدبر هذا الأمر وبطريقتهن ومن جيوبهن. ويدير هذه المسرحية الهزلية السمجة (للأسف) مدير سعودي، دوره لم يتعدَ أكثر من ذر الرماد في أعين مفتشي وزارة العمل، ويعمل لبضع سويعات من ليل أو نهار، والإدارة والتشغيل الفعليين تتم بأيدي خبيرة أو خبيثة (لا فرق) من الإخوة الوافدين. هذا عدا الخصم من الراتب في حال التأخر أو الغياب، أو وجود فارق أو نقص في الصندوق …. إلخ من قائمة من العقوبات والويل والثبور وعواقب الأمور لمن تخالف أو يخالف. وما خفي كان أعظم وأمر وأدهى . وبعد كل ذلك، يدفع للموظفة راتبًا لا يكفي الحاجة، ثلاثة آلاف ريال أو تزيد قليلًا، ويدفع في اليوم الرابع من الشهر الميلادي الذي يلي شهر الصرف ، أي حشف وسوء كيلة هذا . ما هذا إلا نموذج واحد ومختصر من واقع الحال لبعض منشآت القطاع الخاص غير المسؤولة أو التي هي أعلى من سقف المساءلة، ويحظر الاقتراب منها . وتعتبر خط أحمر. فأين وزارة العمل من هذا الهمل؟!