المقالات

عبدالغني ،، صائغ مكة

سيدات مكة المكرمة وقبل اكثر من نصف قرن يحرصن على شراء مايحتاجونه من الذهب او ” المصاغ ” كما كان يسمى من عبدالغني الذي ذاع صيته وشهرته سنوات طويلة مع وجود عدد من متاجر الذهب في السوق الذي كان يسمى سوق الصاغة ،، اكثر من مرة رافقت والدتي رحمها الله الى متجره لشراء ” البناجر ” والأخراص والحلي الذهبية من عبدالغني الذي كان رجلا له هيبة يتعامل بحزم مع السيدات ويؤمن لهن مايحتجنه من ذهب بل ويشتري منهن مايرغبن بيعه سواء بالتبديل مع حلي اخرى او دفع الثمن وفق ميزان الذهب الذي يضعه امامه ، وعند دخولك للسوق تجد ان دكان عبدالغني الأكثر اختيارا واقبالا من السيدات وطوال العام والأعياد ، كان السوق من اقدم اسواق مكة المكرمة يطل على المدعى السوق القديم جدا والذي يعد اول سوق في مكة وعمره اكثر من ١٥٠ عاما وبقى حتى قبل اعوام قريبة عندما شملته مشاريع الأزالة لتوسعة المسجد الحرام ،، مادعاني للكتابة عن الشيخ عبدالغني وفاة ابنه الشيخ رضوان رحمه الله والذي عرفناه وشقيقه بكر من سنوات طويلة وقد ورثا مهنة والدهم بل ان الشيخ بكر الأن شيخ طائفة تجار الذهب في العاصمة المقدسة وانا اقدم واجب العزاء اليوم الجمعة ٢٨ ربيع الأول تذكرت والدهم وامانته وسمعته في السوق المكي ومن عقود طويلة يتعامل بالأمانة وبضاعته سليمة من اي تقليد او تبديل كنت اسمع المضليون والثعبان والرشرش وصك الحجر والسبحة والزيتونة وبناجر المنشار واخراص سوبان وحلق ولوزة ولبه وسحب وبلزك وغيرها من والدتي واخواتي وبعد ذلك من زوجتي ،، وهناك امر كان الشيخ عبدالغني يقوم به وهو تقديم المصاغ الذي تحتاجه السيدة ولاتملك قيمته ايجار” لليلة اويوم واحد بقيمة رمزية على ان يوضع ” رهينة ” اوتعريف بالأسرة لأعادته للأسر التي لاتملك الذهب ويحتاجونه في المناسبات ،، مرت الأيام وعندما كلفت بأدارة الرحمانية الأبتدائية في مكة المكرمة وانا ابحث لتوثيق تاريخها القديم الذي وفقنا الله اليه ١٣٣٠هـ وجدت من ضمن طلابها القدامى رضوان وبكر الصائغ واخوانهم ضمن طلاب المدرسة في السبعينات والثمانينات الهجرية بل دعم رضوان وشقيقه بكر مشروع اصدار الكتاب الوثائقي الأول الذي اصدرته في ١٤٢٠هـ هذه تحية كان لابد منها لأسرة مكية عملت سنوات طويلة في مهنة راقية وخدمت المجتمع المكي رحم الله الشيخ عبدالغني وابنه الشيخ رضوان والعزاء لأخوانه بكر وعدنان ويعقوب ولأسرتهم جميعا ،،

خالد محمد الحسيني

تربوي وإعلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى