من الجميل والمألوف في مجتمعنا احترامه للعائلات، لما لهم من خصوصيات يحث على احترامها ديننا الإسلامي الحنيف، وإن كانت العبارة دارجة فالعائلات عادة تكون خليطًا بين النساء والرجال شبابًا كانوا أو غير ذلك، تربط بينهم علاقة أسرية وهي ما تسمى بالعائلة، ولن أخوض في عائلهم الأب أو غيره، ولكنني هنا سأتناول الموضوع من جانب آخر أجد فيه إجحافًا في حق من ليس له عائلة، إنهم فئة الشباب بعنفوانهم الجسدي وما يلاحقهم من ضغوط نفسية ناتجة عن الفراغ المؤدي إلى الملل الذي قد يتحول إلى أكثر من ذلك من الاكتئاب وغيره، وهنا يأتي دور المجتمع في العمل الجاد على إيجاد الحلول الناجحة والهادفة إلى استثمار تلك الطاقة المكبوتة لدى الشباب المراهقين وغيرهم بفطرتهم التي وهبها لهم الخالق سبحانه، ولكل منهم هواياته “الفكرية أو الجسدية”، ومن الطبيعي إن النفس البشرية لا تستطيع العيش دون التفاعل مع مؤثرات الحياة المحيطة بها مع اختلافها وتنوعها من شخص لآخر، إذ لكل مجتمع ثقافته وبيئته التي بلا شك تؤثر على سلوكيات أفراده، ونحن اليوم في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى للاهتمام بهذه الفئة الشبابية الفاعلة في المجتمع لأسباب كثيرة، ولعدم الإطالة أشير إلى تلك الأعداد المهولة من شبابنا الذين تم إغواءهم بإغراءات مادية أو معنوية واستدرجتهم تلك الأنفس الدنيئة إلى معاقل الشر والضلال والحديث عن ذلك يطول، وهنا بيت القصيد الذي أجمله بالدور الاجتماعي لمؤسساتنا الربحية أو التربوية، إذ الحاجة ماسة إلى دورهم الفاعل للمساهمة في احتواء تلك الكتلة الشبابية “ذكورًا وإناثًا” بالعمل الوطني الجاد للاستفادة منهم وحمايتهم من الانحرافات الجسدية والفكرية، وفي اعتقادي جازمًا أننا ساهمنا في ظلم هؤلاء الشباب في مجتمعنا المنغلق على نفسه بعبارة “عفوًا للعائلات فقط” ، كلمتان نجدها خفيفتين على ألسنتنا ولكنها في واقع حياتنا مكمن الخطر الذي يقلق شبابنا، فمنتزهاتنا العامة خصصت “للعائلات فقط” أسواقنا التجارية مجملها “للعائلات فقط” حتى شواطئنا واستراحاتنا “للعائلات فقط” ، نعم نحن مقصرون في حق شبابنا بدءًا من أمانات المدن وبلدياتها وهيئات رعاية الشباب التي تناست دورها الاجتماعي وتباهت في اهتمامها بالرياضة وكرة القدم خاصة، في حين أن أجندتها مليئة بالبرامج التي من وجهة نظري مغلقة أو معطلة حتى إشعار آخر، ولن أخوض في ميزانياتها المالية وما يعود عليها من الإعلانات التجارية، عذرًا شبابنا مراهقين ومراهقات فنحن مجتمع لا يستثمر الطاقات ولا ينمي الهوايات، ويا ليتنا نعرف أن للهوايات دور فاعل في بناء شخصية الفرد، بل إن بعض الإخصائيين استفادوا منها في علاج الأمراض النفسية بالنشاطات الترويحية التي تساعدهم للسير نحو النضج الاجتماعي السوي، قال عليه الصلاة والسلام: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ “، نعم إنه الفراغ الذي استهلكه شبابنا في وسائل التواصل المتعددة بل السهلة المنال، حتى مدارسنا وجامعاتنا أجحفت في حق شبابنا وذلك بعدم قيامها بالرحلات السياحية التاريخية وغيرها التي كنا نشارك فيها منذ زمن ليس ببعيد، ولن أخوض في المسارح العامة وضرورة إنشائها وتفعيل دورها الاجتماعي في بناء الفكر العام باعتبارها منبرًا إعلاميًا؛ لنشر الثقافات بما يذكرنا بهيئة الثقافة والفنون الحاضر الغائب في مجتمعنا وإن اقتصر دورها إلى وقت قريب بالاهتمام بالمسرح الغنائي، عذرًا شبابنا فمعظم الأماكن السياحية في مجتمعنا “للعائلات فقط” وهذا ما دفع بعضكم للسياحة في دول مجاورة يختلط ليلها بنهارها، عذرًا شبابنا حتى مكاتب شركاتنا السياحية أصبحت وأمست تروج بعروض تشجيعية بعضها خيالية للسياحة الخارجية، في حين شركات طيراننا تشجعنا للرحلات الداخلية بعبارة “عدم وجود مقعد شاغر”، وإن صدقوا القول بعزمهم رفع أسعار تذاكر الرحلات الداخلية بعد إشاعتهم القول بإلغاء تخفيض تذاكر الطلاب فهذا دليل تنامي السياحة في ربوع بلادي، وأختم بعد الصلاة على النبي وآله بالمطالبة بدور مجتمعي فاعل في احتواء فراغ شبابنا إذ الفراغ مهلكة للفرد وهدر لطاقات المجتمع..
2
كلامك صحيح يا ابو وسام بس بعض الشباب هداهم الله اذا اجتمعوا ببعضهم البعض تذهب عنهم كل شيم الرجولة فتصدر منهم تصرفات وتجاوزات لا يرضاها أي فرد منا وفي المقابل لا نجد عقوبة رادعة لهم ولغيرهم مما يجعلهم يتمادون في سلوكياتهم أسأل الله الهداية للجميع
الله يجزيك خيرا عن هذه الفئة الغالية عماد المستقبل