أعجبتني كلمات الباحث ناصر الحميدي عن الشيخ عبدالله الخليفي -رحمه الله – يقول كان الشيخ عبدالله الخليفي – رحمه الله – رجلًا متواضعًا لين الجانب له هيبة ووقار, تميز بحسن صوته وجهوريته, ومن أهم مايتعلق بشخصيته أنه كان عطوفًا, لين القلب, رقيق العواطف لا يحتمل أن يرى الدموع, خصوصًا دمعة اليتيم, والمريض, والعاجز, فكانت دمعته تسيق كلامه، وكان يتأثر في كثير من المواقف .. ومع كل هذا اللين, وهذه الرقة فقد كان حازمًا فيما يتعلق بأمور الدين, وبعض المواقف التربوية التي يحرص عليها؛ فقد كان يمتاز بصراحته المعهودة, فهو لايخشى في سبيل الحق لومة لائم . ولا يخفى على من صلى خلف الشيخ عبدالله الخليفي – رحمه الله – مراعاته لظروف المصلين في عدم التطويل, إضافة إلى خطبه التي كانت تعالج الأمور الوقتية, وتتسم بالسلاسة, وعدم الإطالة. كما تتسم بإيصال الفكرة التي يريد أن يوصلها بطريقة مشوقة يرتاح لها الجميع دون ملل. كما كان يتميز بالخشوع عند تلاوته للقرآن الكريم وخصوصاً أثناء الصلوات وعند الدعاء والابتهال إلى الله –عزوجل- حتى أطلقوا عليه مبكي الملايين؛ حيث كان الكثير من المصلين خلفه يتأثرون بخشوعه وبكائه فيتباكون من خشية الله سبحانه وتعالى . وفي آخر أيامه تأثر وتألم كثيرًا لما يحدث من كوارث وحروب, وخصوصًا ما حدث لمسلمي البوسنة والهرسك, الذين كان يحضهم بدعاء القنوت في المسجد الحرام – انتهى. وإننى أزيد بأن الشيخ عبدالله الخليفي -رحمه الله – بدأ إمامة المصلين وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره في المسجد التحيَ بالبكيرية, وأصبح يجذب الكثير من المصلين إليه لعذوبة صوته وحسن تلاوته, ثم انتقل لإمامة المصلين في مسجد النملة بمدينة البكيرية فذاع صيته بين أبناء المنطقة الذين كانوا يحرصون على الصلاة خلفه, إضافة إلى أن الكثيرين يأتون من مناطق أخرى للصلاة خلفه, فذكر ذلك بعض المقربين للأمير فيصل بن عبدالعزيز-رحمه الله- فأمر باستدعائه للصلاة معه كإمام خاص به في مدينة الطائف وكان ذلك عام 1365هـ واستمر إمامًا عنده لعدة سنوات، وعندما ذاع صيته على مستوى المملكة أعجب به الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ – رحمه الله – فطلبه من الأمير فيصل بن عبدالعزيز ليكون إمامًا مساعدًا للشيخ عبدالظاهر أبو السمح – رحمه الله – في المسجد الحرام. فكان له ما طلب إمامة المسجد الحرام . انتقل الشيخ عبدالله الخليفي إلى المسجد الحرام إمامًا مساعدًا للشيخ عبد الظاهر أبو السمح واستمر في ذلك إلى أن توفي الشيخ أبو السمح، وأصبح الشيخ عبدالله الخليفي إمامًا رسميًّا للمسجد الحرام عام 1373هـ؛ حيث كان يصلي بالناس الفروض الخمسة والجمعة والتراويح والقيام طوال عشرة سنوات, وعندما جاء بعض الأئمة للمسجد الحرام أصبح يؤم الناس في صلاتي العصر والمغرب, ثم أصبح يؤمهم في صلوات المغرب والتراويح والقيام إلى أن توفي – رحمه الله -، وعرف عن الشيخ عبدالله الخليفي – رحمه الله – زهده في الدنيا, وحبه لأعمال الخير وبناء المساجد ومساعدة الفقراء والمحتاجين, وبذل مايستطيع في صالح الدعوة الإسلامية وقضاء مصالح المسلمين، كما كان له أعمالًا خيرية كثيرة, بعضها معروف لدى بعض الناس وبعضها لم يعرف عنه إلا بعد وفاته؛ حيث كان يسدد عن بعض الأسر ديونها وقيمة فواتير الكهرباء والماء والهاتف؛ إضافة إلى بعض المساعدات المالية الشهرية. كما كان -يرحمه الله- عزوفًا عن المناسبات الاجتماعية ليس تكبرًا منه, ولكن ترفعًا عما فيها من إسراف, وما يكون فيها من قيل وقال .
0