ماذا قدمت للبلد ..؟! لم يكن يتوقع المهندس صُبحي بترجي أن تبلغ كلمته تلك الآفاق عبر مقطع صغير غير عابر، وإلا لكان أعاد النظر في نشر ذلك المقطع الذي ينضح بالدلع. ولذلك يجب على كل مسؤول أن يحاسب على كلامه حتى لا يجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه، وعليه أن يعلم علم اليقين أننا في عصر الإعلام الجديد، الذي جعله العالم ليس كقرية، وإنما كأنهم ساكنين في شقة واحدة، فكل كلمة أو تصرف تحسب لك أو عليك. أقول بعيدًا عن لفظة الدلع، وتداعياتها، أقول للمهندس بترجي أنت من الأوائل الذين استثمروا في القطاع الصحي الخاص، والذي حظي بدعم كبير من الدولة آنذاك، وصل لـ 200 مليون ريال، تُسدد على أقساط ميسرة؛ كي يقف المستشفى على رجليه، وأن يشارك الحكومة في تطوير القطاع الصحي عمومًا في البلاد، وكان من الأولى والأجدى أن يردوا شيء من الجميل، ومشاركة للحكومة في تخفيف الضغط على مستشفياتها عبر أسعار معقولة وميسرة، بدلاً من الارتفاع الجنوني في أسعارها أو كأنها مجمعات تجارية لا منشآت صحية تساهم وتسهم في تطوير القطاع الصحي، وتقدم خدمة تليق بسمعة بلادهم.
أقول بكل أسف .. لم نَرَ من المهندس صبحي بترجي، وهو أحد أشهر أصحاب المستشفيات الكبيرة ليس في المملكة فحسب، بل في العالم العربي، وربما على مستوى الشرق الأوسط أي مساهمة خيرية صحية بأسعار مناسبة عبر أسطول مستشفياته في طول البلاد وعرضها. ولذلك هل كثير على بلاده أن يقوم هو وغيره من المستثمرين في القطاع الصحي أن يقوم بتجهيز مستشفى ميداني لجرحى ومصابي جنودنا على الحد الجنوبي ؟! مساهمة منهم في دعم جنودنا البواسل على خط النار في الحد الجنوبي، فهل هذا كثير ..؟! وهل ذلك الفعل يعجزهم ؟! قطعًا لا يُعجزهم، وألا هم ربما يفتقدون لحس المبادرة، ولكن هم سريعو المُبادرة لاتهام الشعب كل الشعب، بصفات ليس منه، كالدلع، والاتكالية ، إلخ … في الوقت الذي يُشعرنا أنهم لا يشعرون بالوضع الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا، فضلًا أن يشعروا أو يتألموا لجرحى ومصابي جنودنا البواسل، وهم يخوضون حربًا دفاعًا عن هذه البلاد وأهلها، فهل استشعر صبحي بترجي، وكثير من رجال الأعمال دورهم الحقيقي تجاه الوقوف مع بلادهم عبر مساهماتهم ولو بتجهيز سيارة إسعاف لتضميد جرحى ومصابي جنودنا البواسل في الحد الجنوبي ..؟!
نتمنى من بعض رجال الأعمال في مجتمعنا، وهم مع الأسف كثر !! إذا لم تهمكم مصلحة بلادكم، وإذا لم تساهموا بشيء من أموالكم في مساعدة الفقراء والمحتاجين في بلادكم؛ فعلى الأقل أمسكوا عن الكلام المباح ، وكفاية دلع وصياح.
ماجد الحربي