أخبرِني -يامن أقسم الله بك- ماذا سيكتب حبرك على صفحاتٍ بيضاء ليسوّدها، وتجاه “صفحات” سوداء لعربنا “ليبيّضها”؟! وماذا سيسكب، بل ماذا سيكسب؟! *هل سيكتب عن آخر معارك ساحاتِ وغى “تويتر” و”فيسبوك”، التي تحوّلت من “نثر” الثقافة إلى “نحر” الثقافة، و”نشر” السخافة، ومن “الرؤية الوسيعة” إلى “الشخصنة المريعة، و”فرد العضلات” بكثرة المتابعين، والتابعين والتابعات. أم أنّك ستقلّد السذاجة في أشدّ حالاتها بؤساً، المتردية في أدنى أوضاعها همزًا وهمسًا، المتمثّلة في تعليقات “يوتيوبية” ترمي بأقذع الصفات الخلُقية، ولا تفرّق ماإن كانت المقاطع عن حقائق عقدية” أو مجرّد “طبخات فنية” .
*وإني أخالك -لاأخا لك- أنّك تريد أن تتّبع “سنن” من كان قبلك من كُتّاب “الزوايا” المنفرجة، و”الأعمدة الخشبية المنبعجة”، في صُحفٍ “مصحّفة”، وعن كلّ مصلحة تهم الوطن والمواطن “مصفّحة”، وللحقائق “محرِّفة”، وللتضليل “محترفة”، وعن الحق “منحرفة”، للواقع “مزيِّفة. “وحُقّ لنا أن نسميها “السّلـَـطة الرابعة”، بعد أن كان يُطلق عليها “السُّـلـْـطة الرابعة”، في الزمن الإعلامي الجميل.
*هل ستتحدّث عن “غلاء المعيشة” التي “يدندن” البعض حولها و”يزنزن”، من المسكوت عنهم من “الهوامير والقروش” الذين طاروا “بالقروش”، باسم “الدلع” و “المتدلعين/ المدلّعين” والمدلِّعين؟!
* هل سكتب عن أزمة الإسكان، وأنه مجرّد فكر، ليس إلا؟!
*أم ستكتب عن الفساد الإداري في أبشع صوره الحديثة من “مكافحة الفساد “؟!
*هل ستكتب عن التعصّبات الرياضية، التي تدعمها المليارات “الفلكية”، والمعارك “الطحالبية”، وما يرادفها من مصلحات وكلمات وأفكار، ساهمت ولا لازالت تساهم في شق الصف الواحد، في الوطن الواحد.
*في الوقت الّذي يسطّر فيه أبطال الوطن أروع صور الفداء والذود عن حدود الوطن، في الحدّ الجنوبي.
* يتزامن هذا مع ماتواجهه المملكة من الأحقاد الفارسية الإيرانية، لمحاولة النيل من مكانة هذه الدولة وشعبها.
*ويتزامن هذا أيضا مع معاناة الشعب السوري في “مضايا”، في أبشع عمليات إبادة يتعرّض لها شعبٌ، مع الحصار والجوع والموت المؤلم البطيء. والعالم بأسره “يتفرّج”، مابين مشفق، ومدّعٍ، ولا مبالٍ، دون أن تُفرج. فهل ستكتبُ عن ذلك أيها القلم؟! وهل سيجدي فتيلاً “صريفُ ” القلم” عن “صفير” الحرب؟!
* هل سيثري حبرك شيئًا؟! أم هل سيؤثر خبرك؟!
*إن كنت تُخال أنّك ستأتي “برأس كليب” في ذلك، فدونك ميدان الأبطال الحقيقيين لتكتب عنهم، وتسطّر بطولاتهم وإلا فإن الأشرف لك و”الأجمل والأكمل والأفضل” أن تنتهج السكوت، وتلتزم السكون، أو لتأخذك وصاحبك “السكون”.
اريح قلمك ياصاحب السعاده فلم يعد القلم يصل الا لقلوب الفقراء ومن لاحول لهم ولا قوة ليصبروا به انفسهم وليخدر ثورة الحقد والغضب لديهم ــــ
اصبحت الصورة اقوى من القلم
ومع ذلك لم تعني لاولئك السذج والمهايطين شيئاً او تجعلهم يغيرون من افكارهم
او يخافون من ويلات الدعاء عليهم
او ينتظرون عقوبات تحل بهم
ارح قلمك فالوحوش اكلات لحوم البشر لديهم اقلاماً تكتب لصالحهم بالخط العريض
والمشهورين ـ لهم معجبينهم ـ ولا ينظرون لما يكتب عنهم ـ
اجعل حبر قلمك باللون الاحمر
او زد حبره الاسود ـ
فلن يكتشفه الا امثالي ـ
الذين لايستطيعون ان يجعلون من هو بمثل افكارك وكتاباتك في مكانتهم التي يستحقونها
تحياتي ـ لك
قلم مميز وضد السكون…بسم الله علينا