تلقيت مئات الاتصالات والاستفسارات من الإخوة سكان المريخ ممن تتوفر لديهم خدمة الانترنت عن العلاقة والرابط بين المقال السابق المعنون ” الأهلي ووهم الـتاريخ والتعصب” وبين الأهلي خاصةً أن كلمة “الأهلي” لم ترد في المقال الأول لا تصريحاً ولا تلميحاً وأفدتهم بأن ينتظروا مني الإسهاب والتفصيل لبيان الربط لاحقاً. فأقول مستعيناً بالله أن تاريخ وإحصائيات الكرة السعودية مثلاُ تتحدث أن “الدوري” عندنا بدأ في عام 1957 م – 1377 هـ تحت مسمى” كأس الملك” بنظام التصفيات بين مناطق المملكة واستمر على هذا الحال حتى عام 1974 م ليتوقف هذا النظام، ويبقى سر تصنيف أبطال هذه المسابقة لغزاً محيراً حتى لحظة كتابة هذه السطور، وهل يمكن أن يندرج بطل هذه المسابقة تحت مسمى بطل “الكأس” أم بطل “الدوري”؟
وفي نفس السنة أيضاً انطلقت مسابقة “كأس ولي العهد” وكانت تعد البطولة الأكبر من حيث عدد الأندية المشاركة فيها ، فيشارك في هذه البطولة جميع الأندية الرياضية الـ 157 المعترف بها من قبل الإتحاد السعودي لكرة القدم لكنها توقفت عام 1975 م – 1394
وفي 1975م أقيم تحت اسم “الدوري التصنيفي” مسابقة جديدة للدوري وبغرض تصنيف الأندية لمستويات وقد كان ذلك، كما ظهرت بطولة “كأس الملك” بوجه جديد وحلة جديدة وفق نظام التصفيات بخروج المغلوب واستمرت حتى عام 1990م – 1410هـ.
في عام 1991م “1411هـ” استحدثت مسابقة جديدة سميت وقتها “كأس دوري خادم الحرمين الشريفين” وكان نظامها يعتمد على اختيار الأربعة الأوائل في “مسابقة الدوري” في مسابقة جديدة من خلال “نظام المربع” والفائز بهذه المسابقة يسمى “بطل كأس دوري خادم الحرمين الشريفين”؟ أي أنه تم دمج البطولتين في بطولة واحدة والمسابقتين في مسابقة واحدة وتختلف تماماً ولا علاقة لها ببطولة الدوري ولا ببطولة “كأس الملك”؟ وخلال تلك الفترة سبع حالات فقط أنصفت بطل المرحلة الأولى من الدوري، وعشر مرات لم يذق فيها البطل طعم البطولة التي كان يستحقها وضاع مجهود موسم كامل هباءً منثوراً، فالهلال مثلاً خسر الدوري خمس مرات ولم يتوج “كبطل للدوري” والاتحاد والأهلي بواقع مرتين لكل منهما والشباب خسرها مرةً واحدة، بينما استفاد الاتحاد من ستة ألقاب للدوري واستحوذ النصر على بطولتين.
منطقياً إن توقف “الدوري” و”كأس الملك” و”كأس ولي العهد” من إحصائيات مسابقات كرة القدم السعودية تلك الفترة واستمرار هذا التوقف والخلط العجيب في تصنيفها وحرمان بعض الأندية من أسبقية الفوز بالدوري، وكذلك حرمان بطل الدوري عبر 17 عاماً من التتويج مما أضر بتاريخ رياضتنا كثيراً ولعب في “حسبة” رياضتنا المصون.
إن السعي المستمر لتطوير هذه المسابقات المستحدثة والإحساس الدائم من القائمين على الرياضة وقتها باللاعدالة واللامنطق قد أحدث شعوراً لديهم بضرورة إنصاف “بطل الدوري” وما أمثلة “المثلث الماسي” والإحساس بالحرج تجاه “بطل” المرحلة التمهيدية “الدوري” وتعويضه بتأهله “مباشرةً للمباراة النهائية” وترشيحه للبطولة “الخليجية” مثلاً كممثل خارجي للكرة السعودية وماهي إلا أمثلة لهذا التطوير والتحسين حتى تم استبدالها ببطولة جديدة أخرى سميت مرة أخرى “كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال” وتأهل “الثمان الأوائل” لهذه المسابقة والعودة إلى المسمى القديم وهو الدوري من جديد عام 1428 هـ .
أقول مستعيناً بالله إن إيقاف نظام العمل “الدوري” عام 1411 هـ وحجب هذا “الدرع” أو “الكأس” منذ ذلك العام وحتى عام 1428 هـ ولمدة 17 عاماً إخفى من سجلات رياضتنا مسابقة الدوري وضاع التوثيق التاريخي بين وهم “التطوير” وبين حمى “التحفيز” و “عدم جدوى فعلية” لعنصر التوثيق التاريخي لهذه البطولات.
كما أشرت مسبقاً أن تسمية المسابقات الرياضية عكس أسمائها المنطقية بحسب المقاييس العالمية وكذلك عدم وجود توثيق تاريخي أحدث نوعاً من التضارب لدى كل من يتعاطى هذه الأحاديث.
لن أقول بوجوب إعادة صياغة التاريخ بشكل منصف يعيد بعضاً من الحقوق لأصحابها، لكنها دعوة لاعادة قراءة التاريخ بشكل مختلف فمثلاً الوحدة هو “أول” بطل للدوري عام 1957م إذا اعتبرنا أن الدوري بدأ بنظام تصفيات المناطق، كما تشير تلك الإحصائيات إلى وجوب إعادة وضع سجل البطولات في نصابها الصحيح وإعطاء كل ذي حق حقه.
مسئولية القائمين على التاريخ و الإحصاء في رياضتنا “عويصة” لو استمرأوا “التعصب” وسخروا من “المنطق” وستكون غاية في البساطة “لو” – تفتح عمل الشيطان – أعيد قراءة بشكل مقنع ومفيد و محايد وإذا حابين نساعدهم ترى ما عندنا “مشكلة”.
يعيك العافية