المقالات

هاعم هنفحار

شعب الله المختار .. أو كما يسمونها باللغة اليهودية “هاعم هنفحار” .. هي مقولة أساسية .. في النسق الديني اليهودي .. يرى فيها اليهود أنفسهم أنهم “عم قادوش” أي الشعب المقدس أو “عم نيتسح” أي الشعب الأبدي. واستشهدوا بالتوراة “وقد اختاركِ الرب لكي تكونِ له شعبًا خاصًا فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض” .. وهم يطبقون ذلك في تعاملهم بكل تعالي على جميع البشر .. وجاء الإسلام بمحو ذلك وبإرساء كلمة الحق ونشر الفضيلة .. من الخُلُقِ الجميل .. والفعل النبيل .. وكرائم التفضيل .. فقال الله تعالى في كتابه العزيز (كُنْتُم خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ للنّاسْ..) فعلّمنا جلَّ وعلا عن طريق نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- .. أمرٌ بمعروفْ .. ولينٌ جميلٌ موصوفْ .. فكُنّا أسيادًا وسيمتنا التواضع .. وكُنّا رموزًًا بأوصاف الترافع .. أين نحن الآن .. أصدقنا أنفسنا بأننا شعب الله المختار .. أأصبحنا نُهينُ الناس لأننا الشعب المقدس .. أصبح تعاملنا مع النّاس بأننا الأفضل .. وغيرنا الأدنى وغير عاقل و”مُغفّل” .. أصبحنا أفهم العالمين والأنظف .. وغيرنا أجهل الجاهلين رغم أن هناك منهم من عَفْ .. ننظر لهم بكل دونية .. وننتصر لجنسيتنا فقط بكل أنانية .. ألسنا جميعنا مُسْلمينْ .. أي سالمينَ مُسالمينْ .. مؤمنين طيبين .. صفاتنا أننا رائعين .. لماذا لا نرتفع بجنسيتنا التي نمثلها لتكون الأفضل فعلًا .. بأخلاقياتنا التي نمثل أرضها وقدسيتها الحقيقية .. ونرفعها في سماءٍ .. تخشع عندها أخلاقيات الأمم .. ويحترمها الفردُ .. جاهلًا وعاقلًا ومُحترم .. فلتكن جنسيتنا .. مُغلفةً بجميل الصفات .. وطيبة الذات .. واحترام الذوات .. ولنكن كما قال الله تعالى عن بني إسرائيل في كتابه العزيز (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) فلنتذكر نعمة الله علينا .. فلدينا الأمن والأمان .. والقوة والفضل من الرحمن .. ولنطبق ماقاله الله عزّ وجل “فَفِروا إلى الله” لكي نرتقي بالبلاد والأوطان .. وقد زعموا في التلمود ما يلي: “كل اليهود مقدَّسون.. كل اليهود أمراء.. لم تُخلَق الدنيا إلا لجماعة يسرائيل.. لا يُدْعى أحد أبناء الإله إلا جماعة يسرائيل.. لا يحب الإله أحدًا إلا جماعة يسرائيل” .. فعلينا الانتباه .. لكي لايُنْقِصُنا الإله .. ولا يرضى عنّا الله .. فبرضاه عَزّ وجَل .. تدومُ الحضارات .. وتعلو الأمم .. ولنتذكر أن البشر سواسية .. (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) ولنشكره تعالى فبشكر الله تدوم النعم (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).. وأخيراً .. جعلنا الله لبلادنا مخلصينْ .. ولأوطاننا ومجتمعاتنا من المحبينْ .. مدافعين ومناصرين .. هادينَ ومُهتدينْ .. (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).

حمزه بصنوي

ماجيستير في الإدارة والتسويق

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. ما شاء الله رب العالمين
    مقال ممتاز في المعلومة
    والعبرة بوركت أخي أبا
    عصام ..وإلى الأمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى