هناك من يأسرك بدماثة خلقه ويجبرك على الاحترام في كل موقف ..هذه العينة من البشر لها مكانة كبيرة في النفس ولعمري هم قلة في المجتمعات تحدق في دواخلهم؛ لترى نقاء السريرة وعفة الكلمة الطاهرة لايمكن لك أن تستفزهم أو تعبث بقلوبهم الجلية. . ومنذ نحو 25 عامًا كانت الأصداء تردد اسم خلف الغامدي الرجل الحَييّ الذي يبهرك بابتسامه وتواضعه الجم ولم أحظَ بلقائه طوال ربع قرن من الزمن بيد أن الأقدار جمعتني به مؤخرًا في التواصل الاجتماعي الذي ضم نخبة عزيزة وغالية على النفس. كان خلف أبا سعيد كما يحلو أن يناديه الأوفياء هو عراب تلكم المجموعة حين جمعنا في قلب شاشة واحدة للنقاش والحديث وكأي مجموعة تختلف فيها المشارب والآراء نخرج أحيانًا غاضبين وأحيانا أخرى ساخطين على نقاشات لاتتوافق مع فكر بعضنا البعض. بيد أن خلف هو المايسترو الذي يعيد للقلوب نقاوتها يحدثك بهدوء جم؛ ليخترق فؤادك حبا ويسرق منك كل لحظات الغضب ليحيلها إلى همسات ضاحكة. هذا هو خلف الغامدي الإنسان والصديق وطيب المعشر، وقد ندمت قبيل أن أعرفه على وقت لم أكن أعرفه فيه ..اكتسب خلف كل ذلك الحب الأبدي في قلوب زملائه قبل أصدقائه، ورسم معهم خارطة الوفاء حين توج كل ذلك في قروب الأوفياء رغم أن الصحفيين وأنا منهم لايرضينا العجب ولا الصيام في رجب دائمًا نختلف ونتقاتل على قضايا قديمة وحديثة، ودائما ماتبرز بيننا الخلافات ويحتد النقاش ونصل في خلافاتنا أحيانًا للمقاطعة دون وجه حق لأي طرف ودائما يخرج ذلك الصوت الهادﺉ في شخص خلف من ثنايا أقفاصنا الصدرية التي أسكنت حبه فيها ليمتص منا كل لحظة غضب. خلف الغامدي أنموذجًا فريدًا في بلاط صاحبة الجلالة وفي نقاشه حتى وهو موجوع لايشعرك بوجعه . خلف الغامدي عذرًا إن كتب من دون إذنك ولن أقول قولة السامري “بصرت بما لم يبصروا به”، بل كشفت أن كل قلب في الأوفياء يحبك وكل من عرفك أو سمع عنك يقف إجلالًا لنبلك واحتراما لشخصك.. ولأنك .. لصا ……. لصا ….. لصا…. سرقت قلوب محبيك أثرنا في ليلة وفاء نبث لك نبع الأوفياء صدقًا وشعرًا وكلمة .. وستبقى خالدا في كيان كل من عرفك .. وكفى.
عبدالله عيسى الشريف