المقالات

“ممحاةٌ وقلم.. مِبرأةٌ وألم”

حلقة من سلسلة وما يسطرون

*ممحاة: لم تعد تتملّكه الرغبة الملحّة في الكتابة في ذلك اليوم، ولم يكن يدور بخلده أن يسطّر شيئاً، فأخذ يتصفّح بعض الصحف والمجلاًت الإلكترونية، وبعض المواقع المملّة . تذكّر عبارة “الواجبات أكثر من الأوقات” وأنّ الأعمال أكبر من الأعمار.
. * ذهب إلى “قرطاسية السلام” ليشتري بعض أدواته الكتابية، لأنه مازال يعدّ نفسه كطالب في مدرسة الحياة.
. * اشترى “ممحاة” كيما يمحو ماقد يعجبهم ولكنهم لايفهمونه، أو ماقد يعجبهم ولا يفهمه، أو ماقد لايعجبه ولا يفهمه، ولا يعجبهم ولا يفهمونه.
* اشترى معها أيضًا “مِبرأة” لكي تقوم بواجبها حينما يحتاج “قلم الرصاص” لذلك، واختار هذا النوع من الأقلام لأنّه الأصلح لطالب مستجد مثله.
* لم ينسَ أن يشتري “قلم أزرق”، حتّى يتسنّى له “الشخبطة” به خلف الدفاتر، وفي المساحات الفارغة من الصفحات، في غفلة من “الأستاذ” و”الرقيب”.
مِبرأة: * عاد لتصفّح بعض المواقع، فلم يجدها إلا بذات النسق الّذي يجبره على أن يكون مواليًّا بقوّة لموجة “التيّار”، وإلا سيدخل في خانة “المحجوب” عليهم من “الفالّين.
” * يمّم وجهته نحو “المؤسسات” الّتي يفترض منها نقل صوته كمواطن، إنها الصحف، كما تقول دعاياتها الّتي اتّخذت “المصداقية” شعاراً بعيدا عن صوت المواطن.
* جهّز مِبرأته” تحفيزًا لقلم الرصاص لكي يكتب شيئًا، ولا زال في إطار”قلم الرصاص”، الّذي لن يُسمح له بغيره في مرحلته تلك.
قلم:
*احتار ماذا سيكتبُ، وما إن كان سيأتي بجديد، وهل كلَ جديد مفيد، أم أنّ المفيد هو كلّ جديد ؟!. وتساءل: هل سيجد صدى لما سيكتب، وهل تسويده للصفحات الإلكترونية سيُحسبُ في خانة “المقروء، المرضيّ عنه، الفعّال”، أم في خانة “المقروء، المرضيّ عنه، غير الفعّال”، أم سيضعونه في خانة “المقروء، غير المرضيّ عنه، غير الفعّال”، ولربّما يكون في خانة “غير مقروء، وغير مرضيّ عنه، وغير فعّال.
” * ارتاح ضميره حيث سيطير به قلمه في فضاءاتٍ أرحب، ويحلّق به نحو آفاقٍ أجمل، ليتخطى الحواجز والحجُب البشرية المقيـَّـدة/ المقيـِّدة.
* حينها ابتسم ابتسامة البِشْر مع النقطة الأخيرة الّتي وضعها، وعلم في قرارة نفسه، وإن لم يرتضي ذلك كل البشر، أنّ ماسطّره سيكون في خانة “المرضيّ عنه، الفعّال”.
ألم:
: * لم ترحّب به تلك الصحف الّتي مازالتْ بعيدة عن صوت “الحق” كإعلام، ومشغولة بصوت “الريال” كإعلان.
راعه أنّ “النون” يتقدّم على “الميم”، وإن كان الميم يسبقه ألفبائيًا، إلا أن المسافة الشاسعة بينهما كتلك المسافة بين “الإعلام” و”الإعلان.
” * لم يجد قبولاً كذلك لدى ” الإلكترونية” لأنّه مازال يحمل مشاعر إنسانية لاإلكترونية، وهو في “العصر الإلكتروني”، قياسًا على العصر “الجوارسي”، ويحمل مشاعر “العصر الإنساني” الّذي انقرضتْ “كائناته” بسبب سقوط جُرم “إلكتروني” هائل، خلّف أخاديد غائرة ابتلعتْ كلّ جميل، وأسماها قاطنوها ” فيسبوك” و”تويتر” “يوتيوب” و”كِيك” و”سنابشات” و”انستغرام”، يختبيْ “سكّانها” خلف أسماء مستعارة لاتعرف فيها “زيدًا من عمرو” ولا عُبيدًا من عُبيدة.
أمل:
: * قرّر أن يحتفظ بقلمه ناصعًا، كما ارتضاه، وكما يرتضي أن يكون في دائرة ” الرقيب.. العتيد” الذَّيْن اختارهما من برأ القلم وأقسم به.
. * هدأت نفسه، وارتاح ضميره وهو يقرأ:﴿ن * والقلمِ وما يسطرون * ماأنت بنعمة ربّك بمجنون﴾

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فلتكن صراحتك نورآ في ظلام الليل حين يكون_
    في قلبك خشية الله
    وفي عقلك علم صادق
    وفي يدك قلم جريء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى