-
لا أحد يختلف على مكانة المثقف في أنحاء الدنيا، وربما تقع على عاتقه مسؤوليات جسام نتيجة المستوى الذي وصل إليه، ولعل المثقف في بلدنا له خصوصية المكان والزمان، وكل ما يتفوّه به يحسب له أو عليه، ويندرج ذلك ما أفادنا به الدكتور محمد بن مريسي الحارثي في نادي مكة الثقافي الأدبي؛ حيث أتحفنا بمحاضرة ثرية، كان عنوانها ” الحركة الثقافية المكية المعاصرة “، فقد استعرض المحاضر الحركة الثقافية وأثرها في المجتمع، فبدأ بذكر الحرم والمكتبات والنادي الثقافي الأدبي وجامعة أم القرى وغيرها من المؤسسات التي أثرت الساحة الثقافية، بيد أنه مرر بعض المعلومات التي وجدت بعض الاعتراضات من الحاضرين، فالمأخذ الأول : ذكر أن من المؤثرين في الساحة الثقافية علوي مالكي؛ وقد تناسى أونسي مشايخ أفذاذًا كانوا يتصدرون المشهد الديني والثقافي في أروقة الحرم فكيف يقدم المالكي عليهم!، وثانيها : نقده اللاذع لخلو المسرح من العنصر النسائي، ويستشهد بالسباعي الذي أسس أول مسرح في مكة، ولي مع هذه الدعوات بعض الوقفات : علماؤنا الأجلاء المعتبرون الذين لا تأخذهم الأهواء ولا الانزلاقات خلف الشبهات هم من نأخذ عنهم ويخلد التاريخ ذكرهم؛ كابن إبراهيم وابن باز وابن عثيمين وابن حميد وغيرهم من الأفاضل الذين خدموا الدين في سبيل الله، أمّا مسألة إقامة مسرح في قلب مكة المكرمة التي هي مهوى الأفئدة ومهبط الوحي فهذه الطامة الكبرى، فالاعتراض ليس على المسرح الهادف، ولكن الاعتراض على إقحام العنصر النسائي، فهل يعقل أن نخالف شرع الله بغية إرضاء ثلة قليلة من البشر ؟ لعلنا نعود إلى كتاب الله ففيه كلامه ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ فالله سبحانه وتعالى يقول :﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾؛ فهذا خطاب لأشرف نساء العالمين فهل نسعى لنعود بنسائنا إلى الجاهلية الأولى ؟ ويقول الله تعالى : ﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ﴾ فهل بعد هذه الآية منادٍ لتبرج المرأة وسفورها والدعوة لمخالطتها للرجال بدعوى بحث مشاكلهن ؟ الأدهى من ذلك خروج بعض الأصوات النشاز التي تدعو لاستبدال العنصر النسائي برجال يقومون بدور التشبه بالمرأة في هيئتها وزينتها؛ وهذا فحش وسقوط لتلك الدعوات الباطلة، فهذا تشبه بالنساء، وهو ملعون بنص الحديث فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( لعَنَ رسُول اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم الرَّجُلَ يلبَس لِبْسَةَ المرأةِ والمرأَةَ تلبَس لِبسَة الرَّجل) رواه أبو داود (4098) وصححه النووي في ” المجموع ” (4 / 469 )، والألباني في “صحيح أبي داود ” . وقالت ِعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : (لعنَ رسُول اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّم الرّجلةَ مِن النّساءْ) فهل بعد النصوص الدامغة دليل؟
7
بالفعل هي هفوة مثقف فالمحاضر يتحدث عن ثقافة مكة في خصوصيتها فالسيد محمد علوي مالكي رحمه الله هو العالم الديني الوحيد المحتسب وهذا ما يعرفه خاصة أهل مكة فلا تخلط الحابل بالنابل وأما المرأة فمكة شهدت أول سيدة أعمال هي أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها أيها الكاتب نحن أمة الوسط لا إفراط ولا تفريط والرجل والمرأة هما شريكان في هذه الحياة وبهما تسير الأحداث
ولا تنس أن المسرح هو أبو الفنون ومسرح بلا العنصر النسائي هو ( مسرح أعرج )
استغرب من الدكتور المريسي اعتبار المالكي من المؤثرين في الحركة الثقافية المعاصرة في مكة وهو من اهل البدع ومخالف لتعليمات ولي الأمر !
ولا اعرف سر اقحام المسرح في المحاضرة!!!!
محمد مالكي من اهل البدع في مكة والعالم الإسلامي ورجل متكبر ومن شاهد مقاطعه في اليوتيب كيف يقبل يديه بصورة مهينة بعض الجاوه .
وللأسف د. محمد مريسي لا يفرق بين عالم مصلح وآخر مفسد .. كيف يستويان لكنه يبدو أراد أن يرضي بعض الوجهاء .
وكيف فات المحاضر واقع المسرح العربي القائم على الفساد والإفساد .. هذه هو الانفصام الذي يقع فيه بعض المثقفين النظرة المثالية للجنس الأدبي وواقع هذا الجنس
لا أقول سوى لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..
أماأنت يادكتور نايف فلم تقل إلا الحق.. فأمضي وفقك المولى عز وجل ..ونحن في غنى عن المسرح الذي تقوم بجزء من أدواره المرأة .. فالمرأة المسلمة ليست في حقيقة الأمر للفرجة والعرض.. ولا أسف لأي مسرح ينادي بوجود المرأة على خشبته في أرض الحرمين الشريفين.
تعقيباً على رد الأخ أبو محمد : من الذي يخلط الحابل بالنابل ؟ من أبدى رأيه بالدليل أو من استدل بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بأنها سيدة أعمال ؟
وما دخل الاستدلال بسيدة الأعمال في المسرح والعنصر النسائي فيه ؟
أنت في صدد الحديث عن أطهر بقاع الأرض أخي
ومرآة العالم الإسلامي فلا تأخذك العاطفة في الرد
ولا تخلط الحابل بالنابل .!!
يعتقد البعض ان الحصول على الشهرة لا يتأتى الا عن طريق الصعود على ظهور واكتاف المشهورين فتجده يختار اقصر الطرق للنيل من الرموز او انتقادهم وهذا عمل مشين لم يقره الاسلام ولا اصحاب الادب والمثقفين. يقول الشاعر:
ليس الفتى من قال كان ابي *** انما الفتى من قال ها انا ذا.
فنبش القبور والتشفي والتمثيل بالجثث ليست من شيم الكرام بل هي غيبة واكل من لحوم الموتى التى لن تبخس من اعمالهم شيئ ولكن تسيئ للفاعل وتحط من اقواله وافعاله بل ومن شخصيته، وقد تشير لخلل واعتلال في صحته العقلية والنفسية. ولو اطلعنا على سيرة الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام لوجدناه تعامل مع من يخالفه الرأي والدين افضل معاملة . وقال انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق . وعندما اتيحت له الفرصة لينتقم من اعدائه لم يفعل بل عفى عنهم فما بالكم بمن يعتدي ظلما وعدوانا على اناس رحلوا وكان لهم اليد الطولى في اثراء العلم والادب؟ اين مقياس المقارنة؟ الم يقارن نفسه بهم ويرى قامته اين تصل بجانب قاماتهم ثم يقرر. قبح الله الجهل كم هوى بصاحبه بدلا من ان يرفعه.
وليعلم كل من يتجاوز حدوده ان الله يدافع عن الذين آمنوا.
تحياتي
د. محمد حمد خليص الحربي
(ليته لم يعلق)..
تستغرب من بعض حملة حرف الدال أسلوب العلاج لمسألةما..وذلك حين تشعر أن المحصلة الحقيقية من الرد هي التشفي من الطرف المقابل..وبخروج الكلام عن سياقه.. فهل حبيبنا محمد صل الله عليه وسلم لو عرض عليه قولنا :أن المسرح بدون إمراة مسرح أعرج.. يكون الرد منه عليه الصلاة والسلام :بارك الله فيكم وفي عملكم.. أم ينهانا عن وجوده المرأة أصلا أمام أعين الرجال بالتمثيل وغيره!؟
هذا وقد كان رسولنا الكريم القدوةفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فهل يرضي مسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا أن تكون مكةالمكرمة حاضنة لمسارح تمثل قيها النساء؟
فمن يحب الرسول عليه الصلاة والسلام حقيقة .. يكون في اتباعه في كل أمور الحياة قولا وفعلا.. لا بما يناسب هواه أو مبتغاه.
نترك الإجابة للدكتور محمد وأمثاله من المتحمسين بالدفاع عن المسارح التي يختلط فيها الجنسين وأين في أقدس البقاع؟
وغفر الله تعالى للأديب السباعي ورحمه ولنا ولجميع موتى المسلمين.