المقالات

متى تتوقف كروشنا؟!

لست “متنطعًا أو متقعرا” في حديثي بيد أني لا أملك كرشًا يسبقه قرشًا، وهذه نعمة لا أستطيع أن أنكرها. . قبيل نحو عشرة أعوام مرت بلادنا بطفرة وتخمه مالية إلى حد الطراش إن صح التعبير وهي طريقة كان يفعلها الروم حين يشبعون في عهود سابقة… ووصل بنا الحال إلى تضخيم المشاريع بالمليارات حتى أن أرقام الملايين كان لاينظر إليها بتعن وأكل من أكل وسرق من سرق واثخنت جيوب مسؤولين ومواطنين. هذه لعمري قصة بحد ذاتها تحتاج إلى طرح وضرب بالكرابيج بدءًا من صعاليك المصالح إلى مسؤولين الدولة. وأنا أفرق في حديثي بين الدولة والحكومة لأن الأخيرة حين ترى الأولى مغمضة الأعين فلا تبالي أن تلتهم قطع الكعك من كل الجوانب. . ذهب عهد الملك عبدالله عليه شأبيب الرحمة ولم يحاسب أحد أحدًا، واستمر بنا الحال في صمت مطبق على مشاريع البلد المنهوبة من مسؤولين ومهايطين ومجالس تشريعية لانعلم كيف صرفت أكثر من 2 ترليون ريال أو مايقاربها ولا نستطيع البوح باللصوص وأعوانهم، وجاءنا عهد نربط فيه حزام الحزم لتعديل سياسية الهذر والبذر وندخل في دوامة من صرف وكيف ومتى ولماذا وماذا .. دون أن نجد إجابة .. واليوم نقف جميعًا أمام مفترق طرق وعرة الكل يحاول أن ينهش من لحومنا، والكل يبذل أقصى مالديه لتضعيف قدراتنا وإما أن نغرق فيه وتتضخم معيشتنا حتى نعجز عن شراء طعامنا أو ونغرق في براثن البنك الدولي الذي يتحين فرصة الانقضاض علينا؛ ليجبرنا على تنفيذ شروطه وسياساته التي لاتتفق مع شريعتنا في أشياء كثيرة. وعلى النقيض لدينا كروش لم تشبع ولاتزال تبحث بنهم عن كل مايمكن سرقته دون أن تتعرض للمساءلة والحساب. نحن نعيش معادلة صعبة لكننا لانحتاج إلى معجزة لتنقذنا بل إلى فكر اقتصادي حر وأيادٍ حازمه تضرب على كل عابث بمقدراتنا. دعونا نتحدث بشفافية عما يمكن أن يحفظ لنا ماء الوجه مع بقية الأمم والشعوب. نحن نفقد كل يوم مئات الملايين جراء حرب دخلناها مرغمين دفاعًا عن عقيدتنا وتراب أرضنا التي تحاول الكثير من الدول اختراقها وجعلها عراقًا آخر، ونحمد الله أن حكمة قيادتنا أوقفت كل تلكم الشراذم، ولكن يجب أن نقر أننا عجزنا في علاج فسادنا المتنامي، وعجزنا عن وقف كل ذلك الهدر في الأموال لمشاريع سرقت من دماؤنا عجزنا أن نقول ونفعل ونعمل ودون شك أن ننفذ ولو جزء يسير من لملمة فقير في شمال أو جنوب الوطن؛ ليعيش مستقرًا في دار تأويه ودخل يستره وكذبنا على أنفسنا بالقروض في العقار والإسكان والمشاريع الصناعية لأننا ببساطة عبثنا بالمال العام وببساطة أشد افتقدنا التشريع الشعبي الحازم في مجلس الشورى الذي هو بمثابة مجلس موظفين كبار لايعرفون قيمة الوجع لأم تستصرخ الدفء لأطفالها من زمهرير الشتاء أو أسرة تكتوي كل شهر من جشع تجار التراب. نريد اليوم بصمة صوت في مجلس الشورى لحساب كل مسؤول عما قدمه وليس كيف أدار وزارته أو إمارته. ليبدأ الشورى أو المجلس الأعلى للدولة بالمسؤولين في المناطق عن كل مايحدث. هناك أراض سرقت وأصبحت مخططات وبيعت بين ليلة وضحاها من مناطق كثيرة، ويجب محاسبة كل يد امتدت لحقوق أجيالنا أو على الأقل كف أيديهم عن العبث المستمر .. نريد حزم سلمان وعدالة عمر وحنكة معاوية؛ لأن الكروش كبرت وانفجرت منها مصارف قذرة لاتزال تلتهم مقدراتنا ونحن صامتون وكفى .. الله يستر بس ….

عبدالله عيسى الشريف

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. السبب إللي خلى الكروش تكبر هو ضياع حق المواطن ..
    خصوصا السكن
    وعدم المحاسبه
    ترك الفرصه للتجار بنهش المواطن ..
    غير الأموال الطائله التي قدمت للدول المجاورة والتي لو صرف جزء منها فقط في مشكلة الإسكان لحلة من زمان .. يا عين لا تبكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى