لست ممن يضع الأسئلة ويتوقف عن البحث في مدلولاتها، وأزعم أن مشاكساتي أودت بي كثيرًا إلى الهاوية. أكاد أكون رجلًا أطرمًا وبحاجة كل يوم إلى “غضارة ” ماء أطفىء بها نار كل سؤال يحترق في قفصي الصدري ليبرد. وثمة سؤال يحتاج إلى وقفة عن حال أغلب أثرياؤنا الهاربين والذين يتجاوزون مائة ألف ثري أو يزيد ويملكون اليوم مايقارب الأربعة تريليون دولار. “بصراحة عجزت أن أكتب الرقم فأنا أيضًا بليد في الرياضيات كأغلب أبناء فصيلتي”.. ولعل ذلك يعود للطفر الملازم لنا منذ الولادة. إن مملكتنا اليوم تستنزف كل أموالها لحمايتنا من عدو يتجهمنا بيد أن مشهد أولئك التجار ومنهم أيضًا أمراء يملكون ثروات هائلة يكررون ماحل في حرب الخليج الثانية أثناء دخولنا لها وانسحاب أثرياؤنا من البورصة وتحويل الأموال بشكل سريع للأرصدة خارج البلاد وقد التزموا الصمت الآن وعدم الظهور والهروب من المواجهة، بل إن البعض منهم كان يقلل من قيمة أبناء البلد كما فعل بعضهم عند رفع قيمة الوقود. ولعمري فإن حكومتنا تساهلت كثيرًا مع الأثرياء ولا أقول التجار؛ لأن هناك تجار بالكاد يكفون قوت يومهم لكن الأثرياء يعيشون في بلد يأمن لهم الحماية ليلًا ونهارًا كما يأمن لهم الاستقرار والتعامل المالي السلس دون فرض غرامات مالية وضرائب تجارية عالية مثل ماتفعل بقية الدول.. وبالمقابل لا توجد عوائد تعود للدولة والمواطن بالنفع الكبير …وحقيقة القول إن أثرياء العالم بما فيهم أمراء الممالك عملوا وطوروا، بل وشاركوا في بناء مجتمعاتهم فكانوا ولازالوا يمارسون دور التنمية في البنية التحتية لتطوير بلدانهم بل وساهموا في توسيع مجالات الدعم الوظيفي وكل ذلك رغما عن أنفهم. إن بلادي السعودية اليوم تأمن لأولئك الأثرياء الجو المناسب والأمن والصلاحيات على أرضها وهم يهيمنون على الأموال ويحصدون الأرصدة بلا خجل، ونحن اليوم نحمل حكومتنا الصمت المطبق عن أولئك الذين امتصوا قطرات من دمائنا وعرق جبيننا وتركونا جياع .. لأنها تهاونت معهم وتسترت على أعمالهم ومكاسبهم الهائلة فيما يقف المواطن الجندي على الحدود بكل وطنيته للدفاع والذود عن الوطن، وربما إن دخله لايعادل قيمة وجبة من وجبات أولئك الأثرياء.. نحن لانريد من يخرج علينا متنطعًا بمساهمة اجتماعية يأخذ أضعافها من كبودنا ليتبختر بالدعم . ولانريد المشاركات الاجتماعية الفارغة وهم يجمعون الأموال من وراء ظهورنا “غصبا علينا” ..
نريد أن تبدأ حكومتنا، ونحن معها بفرض ضرائب وهي حق مشروع للوطن ولأبنائه من أولئك الأثرياء إن أرادوا العيش معنا .. ونريد من مجلس الشورى الذي قتل فينا كل حلم أن يشرع قوانين تجبرهم على بذل العطاء للوطن والمواطن، كما يعطيهم الوطن بلا حساب أو الرحيل عن أرضه والذهاب إلى الدول التي تستطيع بالديكتاتورية السياسية أن تضع قوتها على كل التجار والأثرياء، وتجيد التعامل معهم بالقوة وليس بالدلع … وكفى .. الله يستر بس ……..
عبدالله عيسى الشريف
أغلب التجار شركاؤهم أمراء
أو بالأحرى متخفي خلفهم امراء
وهم بالواجهة .. يعني فرض ضرائب
عليهم شيء ضرب من الخيال
الحل مثل ما تطرق اليه الكاتب
هو الضغط عليهم من قبل الدولة .
الله المستعان .
موضوعك منتهي
يا صديق ودي حوش