أغلب شبابنا اليوم ( الفاضي المشغول ) الذي نراه في شوارعنا منطلقًا بسيارته بسرعة البرق، والهاتف المحمول في يده، وكأن الامر مصيري لا يحتمل التأجيل والتأخير. ولو أوقفته وسألته عن الوجهة والأمر الجلل الذي هو قاصده، يقينًا ستكون إجابته: “اللفلفة”. فلا هو الذي نفع نفسه ولا انتفع منه الناس إلا أنه سبب لنا الزحمة التي نشتكي منها ليلًا ونهارًا. سعدت كثيرًا بخبر في صحيفة “مكة” الإلكترونية عن العمل التطوعي الذي تقوم به جمعية مراكز الأحياء. حيث ذكر في الخبر أن الجمعية تضم في صفوفها 500 متطوع ومتطوعة وقدموا فيها 7762 ساعة تطوعية ….إلخ الخبر. السؤال هنا أين هذه الجمعية؟ وكيف أنظم لها إذا ما رغبت يومًا؟ وهل ما تقوم به الجمعية فعلًا يسمى عمل تطوعي يشجعني إلى الانضمام اليها؟ العمل التطوعي في عالمنا العربي بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص يشوبه الكثير من الغموض وعدم الإدراك التام لمعنى هذا العمل الجليل الذي يمكن أن ينهض بالأمة من خلال شبابها وشيبانها أيضًا إلى المجد الذي دائمًا ما نمجده في العالم الغربي. حتى نفهم فكرة العمل التطوعي عندنا أسوق لكم خبرين منفصلين ولكم الحكم بعدها عن ما إذا كنا مدركين لمعناه قبل أن نتقبله. في إحدى الصحف المحلية نشرت خبر بالصورة عن الجمهور الياباني وهو ينظف المدرجات التي كانوا فيها بعد المباراة. (ولاحظ هنا أنهم نظفوا ما تركوه هم ولم ينظفوا جميع الدرجات). انطلقت التعليقات تحت الخبر التي مجدت اليابانيين حتى شعرت أنهم ليسوا من سكان الأرض، وكأنهم أتوا من كوكب آخر لا نعلمه. بعد الخبر بعدة أشهر ظهر خبر جديد على مواقع التواصل الاجتماعي مدعم بالصور بعنوان ” مبتعثون ينظفون شوارع كندا كعمل تطوعي طبعا”! والغريب أن بعض من اشاد باليابانيين كال للمبتعثين كل السب والشتم والنكات والتندر منهم حتى إن بعض المعلقين على الخبر كتب ” ارسلناهم يتعلمون ولا ينظفون شوارع” أمر عجيب!! وكأنه هو الذي دفع تكاليف الابتعاث من جيبه. هنا عندما أبحث عن الجمعية ودورها في المدينة، لم أقصد التندر منها أو التقليل من شأنها. ولكن ما أرمي إليه أن يكون لها تواجد إعلامي وبروشورات ودعايات في كل مكان في المدارس والمولات والمساجد، حتى يسهل الوصول إليها والتواصل معهم. حتى تعرف الناس من نحن وماذا نقوم به حتى تشجع الناس للانضمام إليها لا التندر من أعمالها. حتى تعرف الناس العمل التطوعي.
1
سلمت يداك
كثيراً منا يسمع عن الكثير من البرامج والانشطه ولا نعلم اين مقرها اومكان الانظمام لهم
موضوع يستحق القراءه