أحمد حلبي

ماذنب المرضى يامعالي الوزير

تحت عنوان ” مصادر خاصة لـ”مكة”: الأوضاع الصحية في مدينة الملك عبدالله الطبية حرجة ” ، نشرت هذه الصحيفة خبرا تناول في مجمله حال مرضى القلب في مكة المكرمة بعد اغلاق قسم القلب بمستشفى النور التخصصي ، اضافة الى ما بدأ يظهر من تأخير في الاعتمادات لمدينة الملك عبدالله الطبية مما أدى الى الغاء 7 عمليات قسطرة . ولا أريد تناول المزيد حول ما نشر لكنني أتوقف أمام عدة تساؤلات طرحها الخبر ، فمدينة الملك عبدالله الطبية من وجهة نظري الخاصة تفوق في تنظيماتها وخدماتها تلك التي نجدها في المستشفيات الخاصة ، وللحقيقة أقول أنني لم أكن متوقعا أن أجد مستشفى حكومي بهذا المستوى من الخدمات سواء كانت ادارية أو طبية أو خدمات طبية مساعدة ، فمنسوبو المستشفى يشعرون المريض أنه منهم وليس بمريض يتلقى علاجه ويغادر ، وقولي هذا لم يأت كإشادة عابرة لكنها من واقع عشته عقب اصابتي بأزمة قلبية أدخلتني بداية لمستشفى خاص ثم انتقلت لمستشفى النور التخصصي والتي مكثت بقسم الطوارىء بها أربع ساعات متواصلة ، نقلت بعدها الى قسم العناية المركزة لمرضى القلب ، وعشت داخل هذا القسم أربع أيام أو يزيد ، كنت أملا أن أحظى باهتمام طبي يقضي على ألمي . لكن ألمي لم يزيله علاج تلقيته من داخل أروقة ، فقد أكد الأطباء ضرورة اجراء عملية ، وهذه العملية تحتاج الى تحويل لمدينة الملك عبدالله الطبية ، وحتى يأتي موعد اجراء العملية فعلي مغادرة المستشفى وتناول مسكنات ، وحينها لم يكن أمامي من حل سوى الرضوخ لهذا المطلب ، وظللت داخل منزلي اياما مترقبا رسالة تأتي من هنا أو هناك حتى جاءت فكان الانتقال الى المستشفى واجراء العملية بعد عدة ايام انتظار . وهنا أقول ان معاناة مرضى القلب داخل مستشفى النور التخصصي تزداد لحظة خروجهم منها دون عملية تجرى بسبب قرار اداري اتخذ منذ سنوات دون دراسة مستقبلية أو حتى آنية . وسؤالي لمسئولي وزارة الصحة لو أن أحد منهم كان مريضا وأدخل للمستشفى أياما ثم أخرج دون اجراء عملية له ؟ ، ولماذا يربط مصير علاج المرضى بروتين اداري يعتمد على هذا وذاك ؟ وأقول لمعالي وزير الصحة أرواح المرضى أمانة تسأل عنها وان كان هناك فاسدون داخل الوزارة أو المدينة الطبية فما ذنب المرضى .

وختاما اقول لكل مسئول بالصحة اتق الله فإن غدا لناظره قريب فقد يبليك الله بمرض ولا تجد دواء له ويكون السبب ظلمك للمرضى الآن .

أحمد صالح حلبي

كاتب مهتم بشؤون الحج

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. سلامتك أبا صالح..فقد اشتقنا لقلمك وحبره ألم ، مرحا بعودتكم ورمزك الصحافة الحرة بإحترافية وإحترام..ما سطرته عن الصحة في الوطن جله صحيح لواقع نعيشه..وما أختتمتم به مقالكم برقية عاجلة إلى ضمير المسؤولين وبعضهم من زكام يعالج إبنه في سويسرا وألمانيا لكسر في أصغر أصبع في قدميه.. الحديث يطول أختمه بعد الصلاة على النبي وآله بالترحاب فقد إشتقنا لقفشاتك الصحفية.. إحتراماتي !

  2. ماهذا التقاعس الذي نعيشه ؟؟
    حكومتنا توفر مشكورة أفضل أجهزة الطبية في العالم ولكن ﻻ يستفيد منها المرضى وقت حاجتهم !!!
    أين الأيدي العاملة التي تتعامل معها ببراعة .
    لك الله يا أستاذ أحمد ولكل مريض.
    شافاك الله وعافاك.

  3. أتم الله عليكم الشفاء والعافية .. للأسف واقع اليم تعيشه مستشفياتنا الحكومية .. ونتمنى ان يكون لدى وزارة الصحة خطط استراتيجية لمعالجة المشكلات المزمنة ناهيك عن الطارئة .. ولايخفى على ذي ألب ان من اهم حقوق المواطن ان يحكى بعلاج نافع وسرير عاجل ..

  4. اخي العزيز احمد حلبي اسأل الله لك الشفاء العاجل . وما ذكرته من ملاحظات عن ملاحظات عن مستشفى النور ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة واقع مؤلم جدا للمراجعين نرجو من وزير الصحة اتخاذ اجراء عاجل لتصحيح الاوضاع المتردية في هذين المرفقين الهامين في مكة لماذا هذا التأخير في اسعاف المريض وخاصة مرضى القلب وغيرهم من المرضى , لماذا لا تتحرك الوزارة الا بعد استفحال الامر , والله ان المرضى أمانة في رقاب المسؤولين في الصحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى