أحمد حلبي

المطوفون تذكروا الرسملة ونسوا الحاج

 كلما حاولت الابتعاد عن قضايا الطوافة والمطوفين ومؤسساتهم، تأتي قضية من هنا وأخرى من هناك لتقول إن ثمة مشكلات تواجه هؤلاء الأفراد الذين شاءت الأقدار أن يعيشوا تحت شعارات الخداع في الكثير من أعمالهم، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، حتى الانتخابات التي تغنوا بها فرحًا عاشوا في خداعها سنوات أربع مضت وأربع أخر بدأت، فمرشحيهم في كل انتخابات تجرى ليس أمامهم سوى إطلاق الوعود، والبرامج التي سرعان ما تغيب مع إعلان النتائج ليعيش المطوفون أربع سنوات عجاف في كل دورة، ولعل السبب في ذلك أن وزارة الحج، كجهة إشرافية على مؤسسات الطوافة، وأوضعت لأنظمتها عدة أمور؛ فوضعت لائحة الانتخابات وسعت لتعديلها أكثر من مرة، لكنها لم تسع للمطالبة بتنفيذ موادها بشكل يضمن الحقوق الأدبية للجميع؛ فلائحة الانتخابات السابقة وإن كانت قد اشترطت على القائمة تنفيذ 75 % من وعودها الانتخابية في حال فوزها؛ فإن الوزارة مع نهاية الأربع سنوات الماضية لم تُطالب أي مجلس إدارة بالنسب المحققة . وفي لائحة الانتخابات الحالية التي أقرت قبل عام، اشترطت تقديم برنامج عمل موحد خلال فترة شهر من اكتمال أعضاء مجلس الادارة، وإلزام المجلس بكامل أعضائه بتنفيذه . ولا أقول إن شهرًا قد مضى على تولي كافة مجالس الإدارات مهامها ومسؤولياتها، بل إن الواقع يؤكد مضي عام وهناك مؤسسات لم تقدم حتى الساعة برنامج عملها الموحد لأعضاء الجمعية العمومية. وخلال لقاء معالي وزير الحج برؤساء وأعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف في جدة بعد توليهم المهام والمسؤوليات، أكد معاليه على ضرورة أن يكون هناك لقاءات دائمة مع أعضاء الجمعية العمومية من المطوفين بمؤسساتهم كل ثلاثة أشهر على أقل تقدير، يوضح من خلاله كل مجلس الأعمال التي قام بتنفيذها، وتلك التي يسعى لتنفيذها مستقبلًا، ومن الواضح أن معاليه أراد من هذه اللقاءات تعميق الصلة وربطها بين أعضاء الجمعية العمومية ومجالس الإدارات . غير أن هذه اللقاءات لم تعقد أيضًا بشكل منتظم ببعض المؤسسات، وإن كانت هناك مؤسسات سعت لعقدها فإن أخرى لم تعقد سوى لقاء واحد العام الماضي. ومع بداية عامنا هذا 1437هــ برزت قضية رسملة مؤسسات الطوافة، وكثر المتحدثون عنها، وكل أفتى بمالديه وماليس لديه من معلومات حتى ظننت أن قضية رسملة مؤسسات الطوافة تفوق في تعريفاتها ونظمها قضايا الطاقة النووية والأقمار الصناعية، وكنت كغيري أمل أن يتحد المطوفون ويوحدوا جهودهم خاصة وأن معالي وزير الحج قد ذكر خلال لقائه برؤساء وأعضاء مجالس إدارات مؤسسات الطوافة وبعض المطوفين، أن نظام الرسملة إن كان برنامجًا عمليًّا جديدًا ستسعى الوزارة لتطبيقه فلن يكون ببعيد عن المطوفين أنفسهم، وسيفسح المجال أمامهم لوضع مرئياتهم، وهو مايعني إفساح المجال أمام الجميع للعمل على إعداد دراسة تناسب الجميع . وهنا أقول إن الأبواب قد أشرعت أمامكم فماذا ستقدمون ؟! لقد طالبتم الوزارة بإفساح المجال لكم لوضع أفكاركم ورؤاكم المستقبلية، فأرجو أن تقدموها بصدق وأمانة دون تحيز لطرفٍ دون آخر، وعليكم أن تدركوا بأن الحاج هو الهدف والغاية للجميع، فلا تحولوا خدماته إلى أساسية وإضافية، ولا تجعلوا نظرتكم نحو الحاج نظرة مادية، إن كنتم فعلًا تسعون للحفاظ على مهنتكم، ولا تجعلوا الحاج في عالم النسيان، وينصب تفكيركم في الرسملة التي شغلتكم وشغلتنا .

أحمد صالح حلبي

كاتب مهتم بشؤون الحج

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحياتي للكاتب المطوف الوقور.. اشتقنا لقلمك سبايسي النكهة لذيد الطرح..أستاذنك بالقول بأن الدول العربية تشرفت بعنل 4 لقاءات مع المطوفين وبحضور المطوفات في قاعة النساء أيضا ونوقشت خلالها الكثير من الأمور..ثم تبعتها حفلات تكريم وختام أعمال الموسم لكل القطاعات وتشرفت بحضوركم وكوكبة من الأعيان بمعية سعادة وكيل الوزارة ورئيس الهيئة التنسيقية ونحن بعون الله نجتهد لبلوغ الطموحات والآمال المنشودة لراحة ضيوف الرحمن إبتغاء مرضاة الله وصولاً إلى طموحات القيادة الحكيمة التي سخرت جميع الإمكانيات والميزانيات الضخمة في الحرمين الشريفين ومكة المكرمة والمدينة المنورة .. تحياتي لشخصكم الكريم من محبكم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى