عبدالرحمن الأحمدي

أيُّها المحسِنُ إلى أين ذاهبٌ؟!

 إلى أين أنت ذاهبٌ..؟ إلى أين أنت قاصدٌ..؟ إلى أين أنت راغبٌ..؟ فقراء..أرامل..مساكين.. محتاجون..ضعفاء..شباب.. أيُّها المكرِم أيها المحسِن أيُّها المِضياف.. يا باغي الخير!! أستوقِفُك فأجب.. إلى أين أنت سائرٌ ..؟! أنت – وأظنُّك كذلك – من أنفع النَّاس، وكما قال الحبيب صلَّى الله عليه وسلم: ((خَيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ)) .. أَعطيتَ بعد عطاء الله لك فأجزيت.. تفضَّلتَ بعد فضل الله عليك فأكملت.. أحرجتَهم بعد أن شاهدوا مافعلت .. أسرعت بعد أن تباطئوا فيما عملت.. أتعبتَهم بعد أن دُهِشوا مما قضيت .. كتبت فصولًا من الكرم والسَّخاء.. ونسوا سطورًا من الواجب والمستحَق والمفروض.. أعلنت في الجهر .. أعلنت في كلِّ مكان .. وحيث ماوجدت .. وحيث ما دُعيت .. وحيث ما كان عليك الحضور فجأة..!! استفزازًا وتشجيعًا وتحفيزًا لمن يملك المثل، بل يملك الكثير..! علَّ المشاعر الصَّادقة تتوقَّد.. وعلَّ الأحاسيس الطَّيبة تُثار .. ولعلَّ الضَّمائر الحيَّة تتنبَّه.. ولعلَّ التَّنافس يَكبُر ويشتدُّ في طلب الفضل(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ). وهل هناك أطيبُ من المنافسة في التجارة مع الله سبحانه..؟ وأيُّ تجارة تكون..؟ وأيُّ تجارة تُذكر..؟ أعلنت بعد ما أخفيت أضعافًا في السِّر.. أعلنت بعد أن أسررت المعروف في النَّفس، ابتغاء الأجر العظيم عنده سبحانه .. ابتغاء المثوبة الكبيرة عند المولى عزَّ وجل .. ابذل واستمر كثير من الخفايا تظهر في أقرب الناس وأبعدهم..! أعطِ وكرِّر كثير من الحوائج تُسَدُّ .. أنفِق فوالله كثير من السُّترات تسقط .. فما خفي كان أعظم..! وما غيب أكثر مما ظهر..! فالحاجة أشمل .. والفاقة أعظم.. والعَوَز أكبر وأكبر .. وما كان لوجه الكريم كان أطيبَ أثرًا.. وأحسنَ فضلًا.. وأصدقَ جهدًا .. لن ينساك المستعِفُّون هنا أوحتى هناك أبدًا .. فقد سترت بكرمك كبرياءهم.. وأقمت لهم حياة كريمة، بل سيذكرونك ما بين ركوع وسجود.. وسيذكرونك بوفاء عظيم صباح مساء .. فلا تعلم كم آهة أثقلت أنفاس طاعن في السن..؟ ولا تعلم كم حاجة أضنت امرأة عجوزًا..؟ ولا تدري كم كربة أتعبت أرملة..؟ ولا تدري كم غمة أشقت شابًا فقيرًا..؟ بما بذلت – أنت بفضل الله ومنَّته – تبدَّلت أتراحُهم إلى أفراح وسرور.. سددت لهم حاجة وأدمت لهم عزَّة .. فهم رأس المال والمربَح الكبير هناك..! جنات عدن ذات حوض ونهر مع نبي وصِدِّيق وشهيد .. ﴿إَنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيْدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ فيُصبح – بإذن الله تعالى – المسكين مكتفيًّا.. ويصير الفقير مستغنيًّا..﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينَ﴾ .. ولا يكون بيننا محتاجٌ .. ولا يبقى بيننا بائسٌ ﴿وَأَطْعِمِوا البَائِسَ الفَقِيرَ﴾ .. نسألُ العليَّ القديرَ المتفرِّدَ بالكمال والجمال المنزِل على عبده الكتاب الإخلاصَ في العمل والبركة في المال والأهل والذُّريِّة إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اسال الله ان يجعلنا واياك من المحسنين ومن سكان جنة الفردوس.
    ولا يفوتني ماقام به الشيخ.يوسف الاحمدي متبرع سخي لشباب مكه اسال الله ان يجعلها في ميزان حسناته فهو دائما سباق للخير واتمنى من تجار مكه السير علي نهجه كما قالها اميرنا المحبوب خالد الفيصل كثر الله من امثاله ونفع به وشكرلك علي المقال الرائع

  2. اشكرك يا ابو محمد على مقالك المميز هذا واسأل الله ان يجعلنا واياك من المحسنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى