نعم يا سيدي فـ يوسف الأحمدي الإنسان والقدوة والكرم والشهامة هو من كنت أعنيه، وهو من كنت أقصده عندما ذكرت في مقالي عن مستقبل العمل الخيري الجزء الأول بأنني شاهدت حوارًا لأحد فضلاء عصرنا هذا، وذكرت أن لهذا الوقور قواعدًا ماسيةً خمسًا هي محور حياته، وذكرت وقتها أن منها الإخلاص في النية والسعي في قضاء حوائج الناس والإنفاق مما يحب، ولكن بعد أن شاهدت تبرع هذا القدوة الفاضل السخي بأرض مساحتها بدأت من عشرة آلاف متر، وانتهت في مزايدة داخلية نفسية تحفيزية وفي تحدٍ واضح لأهواء النفس ولقمع رصين ثابت لتلبيسات إبليس اللعين حتى وصلت إلى خمسين ألفًا – ومن باب العلم بالشيء -فمن يعرفون في عالم العقارات ودهاليسها فقيمة هذه الأرض التي تبرع بها هذا الشيخ الشهم القدوة تتجاوز الثلاثين مليونًا، وزاد على ذلك التبرع السخي تكفله بتقديمها وتجهيزها لتستلمها إمارة مكة وتتصرف بها كما تشاء.
أعلم جيدًا أن ما خفي من كرم وإخلاص وشهامة وأعمال هذا الشيخ القدوة أعظم بكثير مما ظهر للعيان، وأن ما رسمه هذا الشيخ القدوة من طريق لمسار حياته الحقة وآخرته عند مليك مقتدر أكثر بكثير مما رأه وتناقله الناس عنه وأعظم بكثير مما نقله الإعلام لنا من أعمال يفخر بها كل من ينتسب له فخرًا؛ ليصل به إلى عنان السماء.
إن العمل الخالص لوجه الله تعالى في العمل الخيري تحديدًا ليس فلسفة وتزلفًا وليس كلامًا يرمى على عواهله ولا هو بكثرة حديث في المجالس والمنتديات؛ فما شهدته أنا شخصيًّا وغيري كثير من عمل هذا الوقور إنما هو عمل دؤوب لجمع الموارد المالية والمادية المختلفة وعلى كافة المستويات وتنويع مصادرها، وفي البحث المستمر والمتواصل عن المستحقين والإجادة في استقبال طلبات الذين كسرت أعناق عزتهم الحاجة وضيع معالم كرامتهم العوز ولوى الفقر بعضًا من إنسانيتهم، وكما وأن حرصه الشديد على سرية عمليات البحث تلك والاستمرار في التحقيق الميداني للبحث تلك الفئة ممن لا يسألون الناس إلحافًا وهم كثر، واستمراره في الحث على الدراسات الاجتماعية العميقة، وتنسيق للجهود مع من يرغبون في المساهمة في العمل الخيري والحرص الشديد على وصول هذا الإحسان والإنفاق إلى أهله المستحقين، والتركيز على الحرص في إدارة الإنفاق كل تلك وأكثر مما وجدته في هذا الشيخ القدوة.
أقول لهذا الشيخ القدوة ولغيره من المحسنين أن الذي ينقصنا حتى نزداد نجاحًا في إدارة العمل الخيري ونطوره وأجد أن الإجابة ببساطة تتثمل في وجود موقع إلكتروني مميز يجب أن يعرفه المحسنون والمحتاجون على حدٍ سواء وحتى يسهل عملية التواصل والترابط بين الاثنين، كما أن إيجاد الفريق الإداري المتفرغ والذي يجب أن يتقاضى راتبًا شهريًّا وبدون أن يُغفل وجود عدد هائل من المتطوعين الملتزمين والذين نفقتدهم للآسف في هذا المجال وبشدة، ولا أنسى الحرص على وجود التدفقات المالية الثابتة والمتغيرة والشفافية الكاملة في الممارسات بشكل عام والمالية تحديدًا، كما يجب وضع الإستراتيجيات والأهداف المتكاملة والتي تكون يكون تحقيقها للأهداف بشكل سنوي ولا تعتمد على العمل في مواسم الخير المعروفة فقط كشهر رمضان وتنسى بقية العام.
أعود وأؤكد أن استخدام التكنولوجيات المتطورة في الإدارة هي من أهم مرتكزات النجاح في هذا النوع من الأعمال وغيره؛ فيا حبذا لو أن هذا الشيخ الوقور وغيره يتخذ قراره الحاسم بالبدء في استخدام أسلوب العمل الخيري الإلكتروني.
الشيخ يوسف الأحمدي.. جزاه الله خيرا..نهج نهجا جميلا في الإحسان إلي الغير..لا حرمه الله الأجروالمثوبة.وكثر الله من أمثاله.
هذا الشيخ الوقور يعتبر مثالاً ينبغي الإقتداء به في العمل الخيري وله في هذه النشاطات باع طويل وفقه الله وبارك له في ماله وولده وهو رجل فاضل يستحق الإشادة والتقدير.
شكراً لك أستاذ فوزي ومقال جميل وثري إلى الأمام دائماً.
ونعم الرجل