من الواجب أن تقول للمحسن أحسنت وتحثه على المحافظة على إنجازاته ونجاحاته ، وأن تقول لمن يخل بالمسئولية والأمانة المكلف بها غير ذلك من العبارات التي تنبهه لمكامن القصور في مهنته ، وهذا هو ديدن صحافتنا المحلية التي أعتبرها من وجهة نظري شريك رئيس في نمو وإرتقاء الوطن ، نعم إنها الصحافة صوت المواطن وكل من يسير على تراب الوطن من المقيمين والزوار ، وفي الآونة الأخيرة طالعتنا صحيفة مكة الإلكترونية الموقرة بقيام البلديات الفرعية بمكة المكرمة وأخص بالذكر بلديات ” الشوقية والعمرة والمعابدة” لدورها في مراقبة الأسواق والمطابخ ، حرصاً منها بالإرتقاء بكل ما يتعلق بصحة البيئة وسلامة المواطن والمقيم وزوار البلد الحرام من المعتمرين والحجاج ، ولقد نتج عن تلك الجولات الرقابية وعلى ذمة الصحيفة الناقلة للخبر إتلاف المئات من الكيلوغرامات للمواد الغدائية واللحوم والأسماك الغير صالحة للإستخدام الآدمي ، وهنا وعبر صحيفة مكة الإلكترونية أسجل شكري على تلك الجهود التي تعتبر من الأدوار المهمة في برامجهم المكلفين بها ، إذ لا يقتصر دورهم على مراقبة المباني والتعديات وتحصيل رسوم المخالفات ، بما يذكرنا بمقولة يتداولها القدامى: “البلدية بلاء وأذية” ، وقد يلمزني البعض بالتملق و..و.. ولكنني أوكد إن الناقد أو الصحفي مرآة ذلك المسؤول ، وبلا شخصنة تنقل له شكر ومعاناة من سار على الدرب وصادفه من المطبات والحفريات ما يكدر صفوه وسيارته ، فهل تكتمل منظومة البلديات الفرعية بمزيد من الصلاحيات والكوادر الفنية التي تؤهلهم لمراقبة الشركات ومقاوليهم “من الباطن” وإلزامهم بإعادة سفلتة ما أنجزوه من مشروعات “الكهرباء والهاتف والصرف الصحي” لأفضل مما كان ، وقد أنفقت الدولة حفظها الله بسخاء لا محدود على تلك المشروعات جاوز بعضها المليارات ، وبالعودة لصحة الغذاء في أسواقنا سؤال لا أنتظر له جواب لهؤلاء التجار وأصحاب المطاعم : أين نحن من قوله عليه الصلاة والسلام مخاطباً ذلك التاجر الذي أتى المطر على بضاعته : ” من غشنا فليس منا” ، فهل بعد “براءة سيد الخلق” عليه الصلاة والسلام وآله ، أشد عقوبة لنتعظ بها ونضع مخافة الله نصب أعيننا ، ولا يخفى علينا “إن الغش ظاهرة إجتماعية خطيرة ، يقوم فيها الكذب مكان الصدق ، والخيانة مكان الأمانة والهوى مقام الرشد ، لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة وتزيين الباطل ، ومثل هذا السلوك لا يصدر إلا من قلب غلب عليه الهوى ، والإنحراف عن المنهج الرباني” ، وفي الختام وبعد الإشادة بالجهود ، نطالب بالتشهير بهؤلاء الذين غاب ضميرهم المتصل والمنفصل ، إذ الإتلاف لتلك البضائع الفاسدة والإغلاق لأيام معدودات لا يكفي ، ومن الضروري أن يتعرف المستهلك على تلك المحلات التجارية والمطاعم ليقاطعها ، بما يعني خسارة الناتج والمنتج ، وعبرة لمن تسول له نفسه الإخلال بالأمانة ، حفظنا الله من كل مكروه وبارك لنا في رزقنا وما نقتات عليه..
1
أدعو الله أن يحفظ بلادنا من الفسده وعبث العابثين وخاصة مكة المكرمة المعظمة المقدسه والمدينة المنوره