تلقى بعض من أعرف قبل عامين دعوة كريمة بتوقيع معالي نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة –الجنادرية-، وفيها أنه تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني؛ ستعقد اللجنة الثقافية للمهرجان اجتماعاتها التشاورية بمشاركة عدد من المختصين والمثقفين لتدارس الفعاليات الثقافية، والأسماء المرشحة للمشاركة من داخل المملكة وخارجها، ولأنهم – وحسب الدعوة- من الأسماء المعروفة بعطائها وإسهامها؛ تم ترشيحهم للمشاركة في هذه الاجتماعات. واللهِ -واليمين تجوز كما قال العلماء من غير استحلاف- لا أكتب مقالي عني، بل هو عن النخبة التي بادرت وشاركت على مدى ثلاثة أيام، في برنامج عمل مكثف، لأجل أن تخرج الجنادرية كما يتمناه لها كل محب للتراث والثقافة، ودون أي مقابل – وهذا هو الشرف- ؛ ولكنها لم تحظَ – بعضها أو غالبها – بدعوة رؤية ثمرة ما بذر في تلك الاجتماعات، والتي لخصتها في مقال قديم هنا عنوانه: (“الجنادرية” ملك الجميع). كيف غفل منظمو الجنادرية عن جهد من شاركهم أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء: 14و15و16/ 6/ 1435هـ في الرؤى والمقترحات، وفي عناوين الندوات والمحاضرات، وهذه بالخصوص أخذت منهم جهدًا جهيدًا؛ لتكون منوعة في أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، ومحيطة بمعطيات الفكر الإنساني، وظروف العصر وأحداثه، ومؤكدة على وحدتنا الوطنية وأثرها في تحقيق النماء والرخاء والاستقرار، ومعبرة عن مبادئ المملكة الأصيلة ودورها الرائد في نشر ثقافة السلام والتسامح والاعتدال.. وكيف غفلوا عن جهد من شاركهم في مقترحات الفعاليات الثقافية التي تخص (جمهورية ألمانيا الاتحادية)، كونها ضيف شرف المهرجان.. وكيف غفلوا عن جهد من شاركهم في اختيار النخب من داخل المملكة وخارجها، الذين ينبغي دعوتهم للإسهام المباشر في البرنامج الثقافي وحضور الفعاليات الثقافية وإثرائها بالنقاش والحوار.. وكيف غفلوا عن جهد من شاركهم في ترشيح الشخصية السعودية الثقافية (الرائدة) التي سيتم تكريمها في المهرجان وفق العطاءات الفكرية التي قدمتها في سبيل بناء الفكر وتنمية المجتمع.. وأخيرًا كيف غفلوا عن جهد من شاركهم في اختيار شاعر حفل الافتتاح. توقعت أن تكون هذه المجموعة، التي سماها القائمون على المهرجان: “الأسماء المعروفة بعطائها وإسهامها”، من ضمن الأسماء التي تتم دعوتها لحضور المهرجان، إن لم تكن في أول القائمة، ولو بدون تذاكر أو سكن، ولكن العزاء الجميل لها هو مشاركتها حبًا وتطوعًا في عمل وطني مشرف، نحمد الله أن ما ظهر منه حتى الآن نال استحسان الجميع، ويقيني أن الباقي سينال رضاهم.. قد يقول قائل: هل يجب على المنظمين دعوة من شاركهم بالمشورة؟ وجوابي هو: أن الجنادرية مدرسة للتقدير، وخصوصا لمن شاركهم “عيش” النجاح و”ملحه” – كما يقال-، والأهم بعد هذا العتاب هو أن يفهم الجنادريون وغيرهم؛ أن رد الجميل للوطن هو الواجب، وهذا لا ولن تؤثر فيه دعوة وصلت، أو تاهت، أو لم توجه، وستظل الجنادرية مفخرة كبرى لوطننا الجميل.
0