لا يمكن أن تكون عملية إعداد المنهج الدراسي بمعزل عن حياتنا اليومية، أو بمعزل عن كل هذه التطورات الهائلة التي تشهدها البشرية، يجب أن نجرد المنهج الدراسي في عالمنا العربي من الحساسية أو بمعنى أدق من القدسية، وأن نضيف له دوماً ونحذف، لكنني أعتقد أن ما تحتاجه المناهج في عالمنا العربي تحديداً يتجاوز مسألة التطوير والحذف وإضافة فكر جديد يقوم على الابتكار، وأقصد ابتكار المنهج وكيفية إخراجه وتقديمه للمعلومات. من الابتكار أن يكون المنهج قريباً من حياة الطلاب وملاصقاً لمجتمعهم أو بيئتهم، وليس منفصلاً وبعيداً عنهم وكأنه يتحدث عن عوالم هم يجهلونها تماماً.
لعل خير مثال في هذا السياق هو انفصال الواقع الحياتي الذي نعيشه عن المناهج الدراسية التي يتعلمها أطفالنا، هذا الانفصال يكمن في عدم تطوير طرق التدريس ـ دون تعميم ـ على جميع الدول العربية، لأن هناك بعض الدول التي حققت منجزات في هذا السياق.
من دلالات التعثر وعدم التطوير عدم استخدام التقنيات الحديثة، فتجد الطالب يجيد استخدام الحاسوب والهواتف الذكية وبرامجها المتعددة وتطبيقاتها المتنوعة، لكنه يشعر بالضجر ومعلمه يشرح له مادة دراسية، ولو قدر ووضعت له هذه المادة كتطبيق فيه الشرح والتمارين، لوجدنا جيلاً من النوابغ والمبتكرين.
ستجد دول الاتحاد الأوروبي وتحديداً دولة مثل فنلندا حققت قفزات تعليمية وباتت مرجعاً عالمياً في مجال استخدام التقنيات الحديثة، وإسقاط المواد الدراسية على البيئة المحلية للطلاب، فتوجه لها الطلاب بشغف وحب وأيضاً بفهم وقابلية أكبر.
نحن نحتاج أفكاراً ومبتكرات، ولتحقيق هذه الغاية يجب تقوية التواصل مع مفاصل المجتمع من المثقفين والأدباء والأطباء والخبراء والمهندسين وغيرهم، في ورش عمل وندوات وجلسات عصف ذهني تقام كل فترة من الزمن .. نحتاج