المقالات

عبث في منصة الشرائع

 في كرة القدم تعودنا على الفوز والخسارة واحترام الخصم مهما كان التنافس والاختلاف معه في الميول، بل أصبحنا نبتسم عند الخسارة ونتعامل معه بروح رياضية، وهذه ثقافة رياضية اكتسبناها من خلال المشوار الطويل في نادي الوحدة الذي يعتبر أحد الركائز التي قامت عليها الرياضة في المملكة، وهو الذي أنجب العديد من القيادات الإدارية والفنية الذين استفادت منهم الأندية والمنتخبات. غير أن ما حصل في منصة ملعب الشرائع مساء أمس أثناء مباراة الوحدة والأهلي من تجاوز لبعض أعضاء مجلس إدارة نادي الوحدة قد تكون سابقة في تاريخ الكيان الأحمر العريق؛ حيث قاما بإحضار أبنائهما وهم يتوشحون بشعار الفريق المنافس الأهلي رغم حساسية المباراة وأهميتها للوحدة؛ فقد تجاوزا الذوق العام وما قاما به من تعدٍ بحق الكيان والاستخفاف برجاله وجماهيره وهو أمر مرفوض وغير مقبول منهما، وآمل من المجلس الشرفي برئاسة السفير محمد طيب استدعائهما ومسائلتهما ، فمهما كان ميولهما للفريق الآخر إلا أنه يجب احترام الكيان وألايعبرا عن حبهما للفريق الآخر بهذه الصورة عن طريق أبنائهم، فقد كنا نسمع أن فلانا أهلاويًّا وهو عضو بمجلس إدارة الوحدة وقبلناه على مضضٍ من أجل خدمة مكة، كما يدّعي كونه في الأصل وحداويًّا ولكن تردي النتائج جعلته يبحث عن ميول آخر، وهذا وإن كان حق مشروع لكن من غير اللائق أن يُحضر أعضاء مجلس الإدارة أبنائهم للمنصة وهم يتوشحون بشعارات الفريق المنافس فهذا مرفوض وغير مقبول، فبعضهم يطلب الحصول على فانيلة لاعب أهلاوي وتحديدًا معتز، فهذا لعمري ليس تجاوزًا فقط بل هو تعدٍ على هذا النادي المسروق من قبل الأهلاويين الذين لم يكتفوا بما أخذوه من نادينا المغلوب على أمره من أهله، نعم من أهله؛ لأنه لو لم يكن هؤلاء من مكة المكرمة لما تجرأ أحدهم على نادينا؛ حيث يأتيك أحدهم مدعيًّا خدمة مكة المكرمة من خلال نادي الوحدة، ثم مايلبث أن ينسلخ من هذا الحب إن لاح له معشوقه وخدمة معشوقه الأهلي فينبري لخدمته ضاربًا بعرض الحائط حب مكة المكرمة وخدمتها تلك الكذبة الكبرى التي دندن عليها الكثيرون فصدقناها بسذاجة.
أقول لعضوي مجلس الإدارة الأهلاويين رجاءً احترموا تاريخ الوحدة واحترموا محبيها، واحترموا حبكم لمكة إن كان في قلوبكم حب لها باحترام من يمثلها وينتمي إليها، ولتعلموا أن الثقة فيكم مهزوزة، بل هي تعدت حالة الاهتزاز إلى الثبات؛ فأنتم لستم أهل لخدمة مكة المكرمة من خلال نادي الوحدة ولتكتفوا بهذا القدر وتنسحبوا من المشهد بهدوء؛ فأنتم غير مرغوب فيكم من الوحداويين ومن محبي مكة المكرمة المخلصين.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. على زمننا لم يكن يجرؤ اي مكي على تشجيع غير الوحدة عندما تلعب الوحدة مع أي فريق آخر. وفي غير ذلك فللجميع تشجيع من يحب.

    وهنا يجب أن انوه بخطأ مقولة ان تردي النتائج هو سبب عزوف المشجعين، ذلك أن المشجع يجب أن يشجع انتماء وليس لغرض الفوز. ومثال ذلك هل نكره أبنائنا إذا اخفقوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى