لُجة الأيقونات
منطق الطير: “الجبل لا يحتاج إلى جبل لكن الإنسان يحتاج إلى الإنسان؛ ساعدوا بعضكم بعضًا، فواحدكم ليس وحيدًا في الطريق، بل هو جزء من قافلة تمشي نحو الهدف” – لافونتين. شكل الوسم (هاشتاق) -بجده وهزله-، منذ بداياته ظاهرة ملفتة تستحق النظر والتأمل، والتحليل والدراسة، فرغم كثير من عيوب التفكير والممارسة المنعكسة في فضائه فقد أبان على روح عالية من التضامن بين الإنسان وأخيه الإنسان، بغض النظر عن الانتماء أو الأيديولوجيا أو اللغة أو الحيز الجغرافي…، وممارسة فاعلة نحو إيصال الصوت المشترك إلى المعنيين بهدف الضغط والتحفيز، وفي أضعف الإيمان إبقاء تلك الحالات الإنسانية الفردية أو الجماعية والقضايا العادلة في دائرة الاهتمام والتفاعل والصمود. صحيح أن الصورة لا تبدو بتلك الوردية أو المثالية في عالمنا العربي، إلًّا أنه لا يمكن إنكار ما للـ (الوسم) من أثر على نمط تفكيرنا وسلوكنا داخل تلك العوالم التفاعلية، فقد أظهر في حالات عديدة تفكيرًا مختلفًا وممارسة فاعلةً تُجاوز ذهنية التقوقع والانغلاق ورفض المختلف والانحياز إلى الذات المتعجرفة، عنوانًا للتسامح والانفتاح ممارسة تخطت اللامبالاة والاتكالية إلى مثابرة جماعية صادقة وهادفة، إذْ كان لافتًا أيضًا إبرازها للروح المرحة لدى الإنسان العربي حتى في أحلك الظروف وأشدها مرارة. لعلي هنا لن أتحدث عن الوجه الآخر لتلك الصورة الوضاءة، فأغلبنا يعي –دون حاجة إلى اجتهاد كبير- مدى الآثار السلبية التي أحدثتها كثير من (الوسوم)، ولكني سأعلق عن عجز ذلك التضامن التفاعلي في الانعكاس فكرًا وممارسةً على واقع حياتنا، وعدم استثمار تلك الحماسة الجماعية في ما يغير من أوضاعنا ويشد من أزر تكاتفنا، بل لعله انعكس سلبًا من خلال الإشباع الافتراضي لغريزة التضامن!! وأحالنا إلى شخصيات متناقضة، تُسبّح بالقيم النبيلة وتمارس زهوًا نقيضها. إن ذلك يدعونا إلى إعادة التأمل في منظومة غرس القيم وتحفيز التفكير وممارسة الفعل، إذْ كيف يمكن لخوارزميات وتطبيقات أن تُعيد برمجة ذواتنا؛ وإدارة تصرفاتنا بطريقة تُسهم في بناء شخصياتنا بصورة تلقائية ملفتة، بينما يعجز الوالد والمربي والعالم والمثقف في توجيهنا الوجهة الصحيحة؛ لا شك أن لهامش الحرية الكبير والانسلال من عباءة الأبوة الوصية التي لا تعي: (خلقوا لزمن غير زمانكم) دور مفصلي في ذلك التحول، تلك الفسحة التي سرعان ما تصطدم بواقع مكبل أليم.
خبر الهدهد: فن المستحيل..
شكرا جزيلا استاذ عبد الحق المحترم
مقالك جميل نعم اعتقد ان احتياجنا لتقبل الاخر والتفكير بانسانيتنا سيجعل المنظومة الفكرية اكثر جمالا و يمكننا من التفاعل ضمن مجتمع تنطلق منه المحبة لنرى ان غدا مشرق اكثر
شكرا لك عزيزي حيدر.
بالفعل واقع مكبل اليم
هناك استباق فكري في لحظة الحديث عن الحاضر نرى حديثا هامسا عن المستقبل… بمزيد من الاستبصار و الذهاب بعيدا بنواياك الإنسانية المجنحة عميقا في الإيمان بنخوتنا مع هدفنا السامي و هو استحقاقنا الحياة كعرب. …بديع