المقالات

أنتِ عار

أنتِ عار أيتها المرأة عندنا … فمنذ ولادتك ونحن نتجرع مرارة هذا العار؛ فهو كل يوم من أيام عمرك يكبر ويكبر ويعظم الخطب فيه وتحل المصيبة الكبرى حينما تكوني في سن الزواج, فما لنا بعد ذلك إلا محاصرتك وسجنك فكريًّا ومعنويًّا وجسديًّا! كونك عار عندنا… نحن نشك في كل تصرفاتك وفكرك ونضعهما في دائرة الاتهام, نحن نفكر دومًا بأنه إذا سنحت لك أي فرصة بأنك وبدون أي تردد سوف ترتكبي الكبائر العظام, وأنك ترغبين، بل تحبين وتطمحين لفعلها. كونك عار عندنا … لن نسمح لك بمواصلة تعليمك العالي أو ندعك بحرية أن تختاري التخصص الذي ترغبين, أو حقك في أن تعملين بأي عمل تحبين. فنحن فقط من يقرر لك كل ذلك دون أخذ رأيك. كونك عار عندنا … فلن يكون لك الخيار في اختيار الزوج, أو القبول والرفض من أتاكِ خاطبًا, فنحن فقط من يقرر صلاحه وفساده دون مشاورتك واطلاعك بكل شفافية عن أسباب الرفض وأسباب القبول! أنت لا تعرفين شيئًا في هذه الحياة, أنت عار علينا ومصيبة حلت بنا. كونك عار عندنا … لن نسمح لك بتحديد مصيرك إذا كنت تُعانين من مشاكل مستعصية مع زوجك, حتى وإن ضربك وأهانك, ولن نسمح لك بمغادرة منزله, وسوف نكون ضدك ونكون وبقوة في صفه؛ لأنه حتمًا دومًا على حق وأنت على باطل وهو له الفضل بأنه تزوجك وتحمل عارك معنا .! كونك عار عندنا … لن نسمح لك بأن تطالبي بحقوقك عبر المحاكم أو أي جهة .! فلا يهمنا تجرعك مرارة الألم والظلم لوحدك, فالعار أكبر منك ومن همك فلن نسمح بحقك الشرعي والقانوني بذلك أبدًا. ما ذكر في مقدمة هذا المقال لهو حال البعض ومنذ زمن طويل في مجتمعاتنا العربية بأن المرأة عار؛ فقد لا يصرح بذلك عبر نطقها ..! ولكن الأفعال تتكلم وتنطق على أنها كذلك, ويبررون لفعلهم المشين ظلمًا وكذبًا وجهلًا بأنه من باب الغيرة والحمية والخوف عليهن .! رسالة لكل من هو مؤمن بأن المرأة عار وأن ليس لها حقوق وواجبات !!! أنت فيك جاهلية وعنصرية ونقص شديد في فهم الدين القيم الذي حارب هذه التصرفات الشنيعة منذ بزوغ فجر الإسلام. فقد بيّن الحق سبحانه وتعالى شناعة وفظاعة جريمة قتل المولودة خوفًا من العار في تلك الحقبة؛ فقال سبحانه:﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾, وقال الحق سبحانه فيهم أيضًا: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾. فإن كانوا يقتلون حينها خشية العار ! فالأمر الآن اختلف عن تلك الحقبة من قتل النفس إلى قتل الكرامة والحرية والإنسانية، والتي أقربها الدين القيم لهن. دعوة لكل ملوث فكرة بالجاهلية تجاه المرأة, أن يرجع إلى النصوص المحكمة في ديننا الطاهر النقي العادل وتطبيقها بدقة وبتعبد وخشية من خلق الخلق، وأوجد في كتابه العظيم الهدى؛ لكي نستنير به في الدنيا والآخرة.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى