-
لا شك أن الأحداث فى حياتنا اليومية لا تكاد تنقطع؛ فهذا رجل يغتال وذاك آخر يُصاب بطلق نارى، وهذا تزهق روحه بطعنة غادرة وذاك لقى حتفه بسبب حادث مرورى وآخر يُصاب بعاهة بسبب خطأ طبى، وتلك فتاة تعنف بسبب خطأ أو شبهة وذاك شاب يتحرش بتلك الفتاة والحوادث كثيرة ومتنوعة، تلك الحوادث منها المتعمد ومنها خارج الإرادة أو القدرة. ولكن الشيء العجيب والغريب أن تلك الحوادث تمر علينا مرور الكرام قرأناها كأحداث عابرة إلا واحدة أصبحت كالبقعة السوداء على جبين الزمن يندي لها جبين البعض من كتابنا -هداهم الله- ألا وهي أخطاء أعضاء هيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ فبعد لم ننسَ موضوع الأخوين الذين اتهمت الهيئات بملاحقتهما العام الماضي فكتب من كتب عبر الصحف الورقية والإلكترونية متهمًا أعضاء الهيئة بسبب الحادث الذى أودى بحياتهما، بل حاول البعض إثارة غضب الآخرين على رجال الهيئات، بل حاولوا استعداء الحكومة على هذا الجهاز وتبين أخيرًا أن لاذنب لأعضاء الهيئة بالحادث، وبالأمس تبنى البعض من الكتاب موضوع فتاة النخيل وأطلقوا على الهيئات من الملامة ما الله به عليم؛ وكأن لم يرتكب خطأ فى الدنيا أفدح من هذا. وعلى أثر هذا الموضوع انبرى البعض من كتاب الصحف يدعون لإلغائها وآخرون يدعون لضمها إلى وزارة الداخلية أقول لهؤلاء أصلح الله قلوبكم اقرأ القرآن وستجدون فيه ذكر ما يوجب الأمر والنهي فى سبعة مواضع بداية بقوله سبحانه: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾وانتهاء بقوله: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات الأمة الإسلامية ومن أسباب رقيها، وبلوغها درجة “خير أمة أخرجت للناس”. كما أنهما كانا من صفات الصالحين من أهل الكتاب.والأحاديث أيضا وفيرة بهذا المعنى ومنها حديث:( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده). وحديث:( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر). وحديث:( من أحب الأعمال إلى الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أبعد كل هذا يهون على البعض من كتابنا الدعوة إلى إلغاء هذا المرفق الهام الذى عده البعض من العلماء بالركن السادس من أركان الإسلام. لا يا إخوتى أنصفوا واتجهوا إلى نقد ما هو أهم من هذا فأين أنتم من كم الأخطاء الطبية التي لايكاد يمر يوم دون حدوثها؟! أينكم من أحداث ملاحقة رجال المرور وحراس المحميات؟! فكم من أنفس ذهبت ضحية بسببهم؟! أستحلفكم بالله أليست تلك الأخطاء أكثر وأهم وأخطر مما تتحدثون عنه بإسهاب بلا والله علما أن هذا المرفق قائم إلى يوم الدين ما دامت حكومتنا الرشيدة رشيدة وتحكم بكتاب الله وسنة رسوله فى العبادات والتعاملات؛ علمًا أن الأمر والنهى من الركائز التى عمق جذورها مؤسس هذا الكيان -رحمه الله- وتوالى أبناؤه على سقياها من بعده لتورق وتثمر وإلى يومنا هذا وإلى الأبد -بإذن الله- سيقوم الأمر بالمعروف والنهي على المنكر على أشده نظرًا لما فيه مصلحة للعباد والبلاد .
صالح العبد الرحمن التويجري
0