تغريدة ونص . .
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي (واتساب، فيسبوك) مقطعًا مصورًا لسيدة مصرية معتمرة محبة للمملكة وشعبها الذي وصفته بالكرم مع كل الناس . . تشيد فيه بالنقلة العمرانية للمملكة العربية السعودية والتوسعات الجميلة وذكرت أيضًا أنها عملت من قبل في الرياض. كان ثناء السيدة مقدمة لنقد موجع؛ لأنه أشبه ما يكون بالمثل الشعبي: ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله ) ولا أحد يستطيع أن يخالف السيدة في نقدها أو ملاحظتها المشينة التي ذكرتها؛ ذلك أنها أبدت استياءً كبيرًا من حالة دورات المياه في محطات الوقود والاستراحات بين المدن وهو أمر لا يخفى على أحد وهو أمر ليس قاصرًا على المحطات والاستراحات بين الطرق، بل وفي داخل المدن الكبيرة فنادرًا ما تجد دورات مياه ملحقة بمسجد إلا وينطبق عليها نفس الاستياء الذي ذكرته السيدة، بل وأزيد على ما ذكرته السيدة أن المساجد التي بين الطرق أيضًا تفتقر إلى النظافة التي تليق ببيوت الله. لقد طالبت السيدة بمعاقبة أصحاب محطات الوقود والاستراحات لعدم عنايتهم بنظافة دورات المياه بمحطاتهم . . ولكن كيف ؟ والرقابة مفقودة داخل المدن من قبل الجهات المختصة بذلك، بل إن الرقابة مفقودة في أضيق نطاق يمكن السيطرة عليه مثل المدارس والجامعات والدوائر الحكومية التي يكون كل هم المسؤول فيها تخصيص دورة مياه له تعنى بها المؤسسة الموكل إليها نظافة تلك الدائرة . . أما الطلاب والموظفون والمراجعون فليس من حقهم دخول دورات مياه نظيفة . ورغم قناعتنا جميعًا بضرورة المراقبة ووضع العقوبة إلا أنني أيضًا أحمل المستخدمين والمستفيدين من تلك المرافق مسؤولية الحفاظ على نظافتها وحسن الاستخدام خاصة في الدوائر الحكومية التي ليس بها مراجعون؛ لأن كل ما هو سيئ في تلك المرافق إنما هو إشارة واضحة لمستوى مستخدميها .
عدنان صعيدي