ليس لحياتك أي معنى أو قيمة إذ كنت مجرد إنسانًا عاديًّا ولد وعاش ومات دون أي أثر واضح له في الحياة. وبإمعان الفكر في الحديث الشريف:( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) الذي رواه مسلم، نجد أن الأثر له ممرات مهمة منها تربية الأبناء تربية صالحة متوازنة تضمن أن يكون فردًا نافعًا لنفسه ومجتمعه، وهذا هو بناء الإنسان، ويأتي البناء المادي من خلال الصدقة الجارية وهي أثر المرء في خدمة البيئة المحلية والخارجية، ويأتي الأثر الفكري من خلال مايتركه المرء من علم ينفع الناس بعد رحيله، وعلى قدر الأثر وتنوعه تكون المكافأة باستمرار الثواب. وقد تعرض لذلك رئيس مركز التفكير الإبداعي بالامارات الدكتور علي الحمادي قائلًا: لكل إنسان وجود وأثر، ووجوده لا يُغني عن أثره، ولكن أثره يدل على قيمة وجوده . ومن يرضى بالحد الأدنى في جميع أموره سيعيش عاديًّا ويموت عاديًّا، ومن شمر باحثًا عن القمة سيسجل أثرًا طيبًا في الحياة. ولعل تعبير الأديب المصري مصطفى صادق الرافعي في مؤلفه وحي القلم: “إذا لم تزد شيئًا على الحياة كنت زائدًا عليها”. خير مثال على أهمية الأثر في حياة البشر. ونحن المسلمون مطالبون دينيًّا بأن نجعل حياتنا مفيدة لأنفسنا ومجتمعنا. وهذه دعوة لشبابنا بعدم الرضى بالحد الأدنى من الإنجاز والسعي للتميز مقرونًا بالجودة والإتقان في كل أمر من أمور الحياة؛ لنزاحم على المقدمة بين الدول تلك المقدمة التي كانت لنا وفقدناها .
حمود أحمد الفقيه