المقالات

وداعًا أيها الراحلون

 وداعًا يامن رحلوا عنا ومازالوا في القلب باقون، يامن غادروا وطووا صفحات حياتهم من الدنيا الفانية، وسكنوا الدار الآخرة الأبدية الباقية، من الأهل والأصدقاء وكل الأوفياء من الرجال والنساء، رحلوا قبل حلول العامين الهجري والميلادي الجديدين، تركوا وراءهم الدنيا ونكدها، خرجوا من عالم مضطرب تلفه الفتن والشكوك والريبة، القريب قطع الصلة في قريبه، والجار لايعرف جاره وأهل الدار لايلتقون إلا أثناء الذين يسكنون تحت سقف واحد لايلتقون إلا أثناء الدخول والخروج مع باب منزلهم، مشغول بلاشغل مزحوم بلاعمل، كأن على رؤوسهم الطير، وجوه واجمة افتقدت الابتسامة تراهم على مأدبة العشاء تحسبهم في حالة مواساة وعزاء، مسختهم العولمة صبغتهم العولمة بصبغة الزيف والخداع، في عالم ارتهن إنسانه لسطوة المال والنفوذ، ليس له هوية ولاوطن إلا بما يملكه من المال، عالم تسيطر فيه لغة القوة على كل منطق، عالم تقوده الأهواء إلى المجهول، يقترب على حافة الهاوية ويكاد أن يهوي إلى مكان سحيق.

سعود بن عايد الدبيسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى