هذه دعوة لاجتماع سري للغاية، وفي التفاصيل قد تكون هناك خسائر تفوق التوقع، وقد تكون ثقة لا حدود لها كنت لها أهلًا ومحلًا، ولك أن ترتعد حتى تتكشف لك خفايا ذلك اللقاء، وأحمد ربك كثيرًا إن توقف الأمر عند طلب سلفة في غياب شهود الحال، فهذه أخف الأضرار . ومن باب الحذر في زمن وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون الخاص مُهمَل وتُعلن على رؤوس الأشهاد أنه لا للخاص، فلا تدري ماذا ستجره عليه كلمة الرأس في الخاص من ويلات . كل نكباتنا مبدؤها في الغالب السرية، فالسفر دون علم الأهل في سرية والعلاقات الغرامية في سرية والزواج بالزوجة الثانية بسرية ونستدين وندّين بسرية، والعادات القبيحة وتعاطي المخدرات يبدأ بسرية، وتجنيد الخونة والمخبرين يتم بسرية، والعمليات الإرهابية تطبخ في سرية، وتقسم أوطاننا بين قوى الطغيان العالمي بمعاهدات سرية، فالملفات المعنون عليها بالمداد الأحمر “سري” غالبًا يمنع عنها وصول الشمس فالشمس فاضحة ولا تكتم الأسرار . إلا أن السرية ليست كلها شر، بل على العكس ففي كثير من الأوقات تكون السرية مطلوبة وتعد من صفات النبل والمروءة والطريق للنجاح وبلوغ الأهداف العليا وتحقيق النصر على الأعداء. كما هي السرية والكتمان في تفاصيل العلاقات الزوجية وأسرارها، والسرية في بعض العبادات والطاعات كصدقة السر، والسرية في التخطيط العسكري وتحركات الجيوش، والسرية في المعلومات التي تمس أمن الدولة وسلامة الوطن، والسرية مطلوبة في حفظ الأعراض وستر العورات، وهي مطلوبة كذلك في الرؤيا المزعجة، وفي الذنوب والمعاصي التي لا يعلمها إلا الله، والسرية مرغوبة في النصح والإرشاد. وكتمان أسرار الإخوان والأصدقاء الذين استودعوك إياها من أعظم صفات الكرام . يقول الشاعر :
إِنَّ الكريمَ الذي تبقَى موَدَّتُه
ويحفظُ السِرّ إِنْ صافىٰ وإِن صَرما
ليس الكريمَ الذي إن غابَ صاحبهُ
بثّ الذي كانَ مِنْ أسرارِهِ علما
فسبحان عالم السرائر وما تخفى الصدور الله الذي لا إله إلا هو يعلم السِّرَّ وأَخْفى ..
طارق عبد الله فقيه
رائع جدًا أستاذي طارق
لكن لماذا أعتبرت الزواج من الثانية من نكباتنا
اعتراضي فقط على الزواج السري ولا التعدد شرع الله ولا اعتراض .