بلسان واحد نطق مجتمعنا بعد جريمة قتل رجل الأمن بدر الرشيدي ( هؤلاء لايمثلوننا) جميعنا ذهبنا نحو توصيف الحادثة ووصفها بالبشعة والمأساوية والفعل الإجرامي المشين الكل تقريبا قال بأن داعش اخترق الأسر السعودية، والجميع يدرك أن الأسرة السعودية باتت على المحك وأنها تواجه خطر تسرب أبنائها من بين أيديهم تسرب الماء من بين الأصابع هذه الحقائق أدركناها ووعيناها ولم تعد محل شك. ونحن اليوم نتابع ونقرأ ونسمع مطالبات الجهات الأمنية المستمرة لأولياء الأمور بضرورة مراقبة أبنائهم ومتابعة سلوكياتهم، وبتنا ندرك جسامة المشكلة وخطورتها حتى، وإن اعتقد بعضنا أن تلك المطالبات تجيء من باب النصح والإرشاد، لكننا بتنا أكثر إدراكًا لحقيقة معاشة تقول إن مايحدث أبشع مما كنا نتصور وأشد خطورة مما كنا نتوقع لكننا مازلنا نجهل أسباب تبني أبناؤنا لفكر خطير دون سابق إنذار، ونعرف بأننا كأسر نبدو عاجزين عن تشخيص هذا الواقع والتعاطي معه. وهنا يبرز دور العلم في دراسة الظواهر وتفسيرها واقتراح حلول لها عبر البحث العلمي والبرامج الجادة والدراسات المتعمقة من الغريب والملفت أن نقرأ أن جامعة جورج تاون تلقت هبة بمبلغ 10 ملايين دولار لأبحاث المحرقة النازية ضمن برنامج(الدراسات اليهودية) وهي محرقة مضى عليها 70 عامًا. فيما نحن نصطلي بنار فكر إرهابي تكفيري يفجر مساجدنا ويغتال أبناءنا وينشر الرعب فينا، ومع هذا لانتحرك نحو العلم لدراسة الظاهرة ولانكاد نرصد أي تحرك جاد من جامعاتنا العزيزة ولم نسمع عن هبات ولا أوقاف من أثر يائنا لصالح برامج تعنى بدراسة الإرهاب والفكر الداعشي!! فقط نكتفي بالرفض والاستنكار وترديد عبارات من قبيل (هذا الفكر لايمثلنا) وممارسة التحذير منه بطريقة بدائية وعبر برامج توعوية تأتي في قوالب بالية لاتواكب العصر ولاتخاطب عقول الجيل مكتفين بالحل الأمني في وقت تبرز فيه الحاجة للبحث العلمي، وإيجاد برامج تعنى بدراسة الفكر الإرهابي، وتعكف عليه دراسة وتحليلًا. القادم قد يكون أكثر سوء مالم نفكر في فكر داعش تفكيرًا علميًّا يجنبنا ويلاته .
ناصر بن محمد العُمري