بعض كتّابنا يملك ناصية اللغة ولايعجزه تنصيص المفردات اللغوية في بلاغة ساحرة، ولأن من البيان لسحر ينخدع بعض القراء بما يكتب من سموم فكرية في إطار لغوي جذاب والتشويش عليهم من خلال أطروحاته؛ فتجده ينصب نفسه قاضيًّا يحكم أحكامًا نهائية على معارضيه ويستغل الأحداث استغلالًا كاملًا لمشروعه الفكري في كل وقت وحين، الوسطية مفقودة في أطروحاته، وفي فكره رغم الادعاء بذلك، يعتبر نفسه ومن يسير في ركابه ونهجه العدل والصدق كله، ويصف من يخالفه بالكذب والفجور كله. ويصنف الناس على هواه ووفق مايحمله من فكر فهو في جنة المعرفة وغيره في نار الجهل والغباء. السقف العالي للحرية الإعلامية مطلبًا للتطور والتطوير ونؤمن بأهميته لتنوع المنابر الفكرية في كل زمان ومكان، ولكن الأقلام القاتلة للنفس البشرية وتلك التي تدمر وتقتل المبادئ يجب أن تمنع من الظهور في إعلامنا مهما كان صراخ أصحابها وعويلهم. أقلام التشدد الذي أنتج الدواعش وماشابهها من القتلة والمجرمين الموتورين مرفوض مرفوض مرفوض، وكذلك التفسخ والفجور والإسفاف على يدي التغريبيين من العلمانيين والليبراليين أيضًا مرفوض مرفوض مرفوض، والحل في الوسطية التي تضمن للمجتمع حياة السلم المتوازنة التي يأمن فيها الإنسان على نفسه وماله وعرضه.
حمود أحمد الفقيه