شهران يفصلانا عن اختبارات الثانوية العامة بجميع فروعها، الأمر الذي يجعل الكثير منهم قلقًا على مستقبله؛ فبعضهم يحتار إلى أين يذهب بعد المرحلة الثانوية ..؟! وذلك كله ما يحدده التقدير والمعدل، فإن كان عاليًّا، اختار الكليات المرموقة، وإن كان مُنخفضًا، ذهب إلى حيث يتم توجيه من قبل عمادة شؤون الطلاب في الجامعة، بعد جُهدَ عامٍ كامل من السنة التحضيرية؛ وذلك كله بعد أن يجتاز اختبارات القياس، ومُلحقاته. أما عن نصيحتي لأبنائنا طلاب الثانوية العامة “بنين” ألا يتجهوا لكليات التربية على مختلف تخصصاتها “تربية إسلامية، ولغة عربية، ورياضيات، علوم، لغة إنجليزية، واجتماعيات، إلخ بقية التخصصات”؛ وذلك لعدة أسباب، منها طول فترة تعيينهم، وبعدهم عن مقار سكنهم، والأهم من هذا وذاك، لا يوجد أي مزايا وظيفية تذكر، ولا بدل سكن، ولا تأمين صحي، وتوقف العلاوة السنوية بمجرد تبلغ خدمة المُعلم والمُعلمة 25 عامًا، وتلك مُعاناة أخرى يطول شرحها، ولا مُكأفاة نِهاية خِدمة مُحترمة تليق بكم وبمهنتكم العظيمة، فيما لو أردتم التقاعد فيما بعد. على الرغم من أن كل موظفي الحكومة لهم كل ذلك، وربما أكثر. ونصيحتي لكم بأن تتوجهوا للكليات العسكرية، ولكليات الطب، والهندسة، ولشركة أرامكو، “طبيعي/ شرعي” والتي فيها بدل سكن، وتأمين طبي، وقروض ميسرة للبناء، وأوفر تايم، إلخ من المميزات الجميلة والرائعة. ونصيحتي تلك ليست للمتفوقين فقط، وإنما لكل الخريجين أيضًا؛ لأنه باختصار .. لا يوجد ما يُغري أو يجذب في تلك المهنة التربوية الشاقة حقيقةً، وأيضًا ستجدون جَفاءً كبيرًا من وزارتكم ومسؤوليها، وستجدونهم دائمًا ضِدكم، حتى لو صوروكم طلابكم في فصولكم، وأنتم مُنهمكون في شرحكم، ستتفاجأون بتكريمهم أمام فلاشات الإعلام، بل وإكرامهم بجلوسهم على مقعد المدير العام.
وخِتامًا .. نجد مسؤولي التعليم “التربية سابقًا” السابقين واللاحقين نراهم مسؤولين مسؤولية تامة عن تردي التعليم، وضعف مُخرجاته، وغياب حوافزه، وعدم إعطاء المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات حقوقهم؛ إضافةً إلى عدم تقدير المعلم من قبل النشء؛ ولذلك اسألوا طلاب الجيل الحالي من طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، لماذا لا يرغبون أن يكونوا معلمين في المستقبل ؟! تُرى .. هل خطر في بالكم أن تسألوهم ذلك السؤال ؟! اسألوهم حتى تعرفوا إلى أي مدى وصل حال تعليمنا ..؟! والله يصلح حالنا، وحال تعليمنا .
ماجد الحربي – كاتب صحافي
كلامك صحيح ونصيحتك ثمينة .. ولكن من يضمن لهم الإلتحاق والقبول بتلك الكليات المعتبرة التي ذكرتها ؟ أصلا لم يحدهم علی كليات التربية إلا عدم قبولهم فيما عداها .