اسبوع المرور العبثي

بداية أسأل الله أن ينزل مقالي على قلوب أصدقائي في المرور ضباطًا وأفرادًا بردًا وسلامًا فلست أريد إلا الإصلاح ما استطعت إليه سبيلاً.

تعودنا كل عام على تفعيل أسبوع المرور في كل مناطق ومحافظات المملكة، بل وأصبح أسبوعًا موحدًا على مستوى دول الخليج. أسبوعًا مكررًا لايسمن ولايغني من جوع يسعى رجال المرور على اختيار شعارًا مروريًّا جذابًا له. ممارسات مكررة تبدأ بوقوف رجال المرور مبتسمين في الإشارات المرورية يوزعون الورد والمطويات وتنتشر اللوحات الإرشادية وتفعل الندوات والمسابقات، وما إن ينتهي الأسبوع إلا وتعود مراكز التفتيش المرورية، وتمتد تلك الأيادي بالقسائم لمن لا يعرفونه فقط. ولأن أسبوع المرور أنهى عقده الثاني، ودخل عقده الثالث فلم يعد مفيدًا أن يستمر في نفس الممارسات والتقليدية يجب أن يحظى بالتجديد. كم نتمنى أن يحول أسبوع المرور ليكون حفلًا سنويًّا لمنجز تحقق للإدارة العامة للمرور كأن يكون الإنجاز هو انخفاض نسبة الحوادث المرورية في بلد سجل معدلات عالية لاينافسه أحدًا في ذلك، أو أن يكون احتفالًا بتناقص أعداد الوفيات أو المصابين أوكلاهما معًا خلال عام مضى؛ وذلك من خلال إعلان إحصائية موثقة عن ذلك. أو يكون أسبوع المرور مناسبة وطنية لإعلان استراتيجية جديدة لتفعيل الأنظمة المرورية تعلن على مستوى الوطن للمواطنين والمقيمين. نحن ندرك أن النظام المروري عند تطبيقه تطبيقًا صحيحًا قادر على الحد من الحوادث وإعادة المتهورين من السائقين إلى الانضباط؛ فهو نظام متكامل، ولكن الخلل في التطبيق فرجال المرور يطبقونه تطبيقًا يخضع للرأي والهوى أكثر من حرصهم على نجاح جهازهم في أداء مهمته التي وجد من أجلها مع قلة في الإمكانات. نجاح نظام ساهر لأنه لايفرق بين شخصية اجتماعية معروفة وأخرى غير معروفة نظام إلى الكل أمامه سواسية؛ لذلك نجح في الحد من السرعة والمخالفات المرورية في المواقع الذي يطبق فيها. فهلا تم تعزيز انتماء رجال المرور لجهازهم من خلال تطبيق النظام المروري بكل قوة؛ كي نحصد نتائج تحمينا وتحمي أحبابنا وأصدقاءنا من حوادث ضحاياه أكثر من ضحايا الحروب، نعم قسوة القسائم أقل بكثير من ألم فقد قريب أو صديق .

حمود احمد الفقيه

عضو الجمعية السعودية للسلامة المرورية