صناعة الكتاب ونشره، في عالمنا العربي، لم تكن مثالية، كمثاليات تلك المنجزات الأدبية المبدعة الجميلة التي قدمتها العقول العربية طوال تاريخنا الحديث.
هذا واقع ويمكن لأي مطلع ملاحظته، ومن دون الدخول في تفاصيل لا طائل منها، فإن الثقافة العربية والعقول المنتجة لهذه المعرفة لم يلقوا ما يستحقونه من التقدير والثناء والامتنان، وقد حان الوقت لتتوقف مثل هذه الممارسة الظالمة ضد الأدباء والمؤلفين والمبدعين في مجال العلوم الإنسانية بصفة عامة.
أقول إن هذا الوضع حان الوقت الذي يتوقف ويتبدل أو يتلاشى تماماً، خصوصاً مع مثل هذه المبادرات الجميلة الرائعة التي تعلي من قيمة التأليف والأدب، وتحتفي بالمنجز المعرفي وما يقدم من جهد لخدمة الثقافة والعلوم.
فعندما تخصص بلادنا عاماً كاملاً للقراءة، وخلالها تجد ورش عمل وندوات ومهرجانات، فضلاً عن التوسع في دعم دور النشر والطباعة والنشر، فإنه من المؤكد أن هذا جميعه سينعكس على المؤلف الذي سيجد مساحات من التحرك، وسيجد أكثر من فرصة لملاقاة القراء والاستماع إليهم وإلى تعليقاتهم.
الإمارات تجاوزت معارض الكتب التي تستمر لبضعة أيام في السنة وتنتهي، واللهاث والأمل نحو المعرفة لم ينتهيا، اليوم الإمارات قبلة ووجهة لصناعة الكتاب، وأتوقع في العامين المقبلين أن تكون خريطة صناعة الكتب تشير إلى بلادنا، خصوصاً مع هذا الزخم المعلوماتي والتقني والذي نتربع على هرمه على مستوى العالم العربي، بل ومنطقة الشرق الأوسط، وفي مصاف دول العالم برمتها.
لذا، نجد أننا نتوجه نحو عالم الكتب والنشر، بطرق ووسائل حديثة ومبتكرات تقنية ملهمة وفريدة، وتقوم قيادتنا بالعمل على أن يكون عام القراءة عادة في كل لحظة ووقتاً ترافق إنسان هذه البلاد وكل من يقيم على أرضها، فهي تؤسس مكتبات عالمية باستثمارات تقدر بالمليارات، إن صناعة المعرفة ستنعكس على حياتنا.