كلنا يعشق الرياضة مع تفاوت نوعها ووقت ممارستها، ولكن أن يصل الحال إلى هوس مع سبق الإصرار، فهنا ألف تعجب! وسؤال؟، ولو عدنا للمثل القديم: (الفن ما يأكلّ عيش) في ذلك الزمن الجميل لصدق القول، يوم كانت كلمات الشعر المغناة ذات معنى وهدف، بلا راقصات مائلات نصف كاسيات تعيشها فضائياتنا بفلاشات وخبر، وهنا ينقلب المثل لفن بلا نكهة ومع ذلك يأكلون منه عيشاً نتاجه طائرات خاصة بلا مواعيد إنتظارٍ لسفر، والحال في رياضة كرة القدم يكاد يكون مشابهاً، لنقول: “الكرة تأكل..جاتوه” فيما ينفق عليها من الملايين وإن زادت الأصفار عن المعقول بحصيلة نتاجها في زمننا الحاضر أصفار بلا عجب، ولو عدنا بالرياضة أيضاً لأكثر من عقدين من الزمن تقريبا، لوجدنا خزائن الأندية ممتلئة بالكؤوس وميداليات الذهب، التي نفاخر بها في كل محتفل وبأقل تكاليف، لما كان يحمله اللاعب من عشق وإنتماء حقيقي لناديه والمنتخب، والمتابع للساحة الرياضية وإعلامها في الآونة الأخيرة، وأخص بها المتعلقة بكرة القدم وما أصابها، لما اكتفينا التعليق بجميع صيغ المبالغة النحوية التي تتلمذنا عليها في مدارسنا، فعقود لاعبي كرة القدم بملايينها جعلت فلذات أكبادنا يعيشون هوساً مخملي، يذكرني بحوار دار بيني وأحد تلامذتي في المرحلة المتوسطة، الذي سألته عن حلمه وطموحه بعد تخرجه، فكان جوابه مفاجأة لي بقوله: “أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم”، مبرراً ذلك بالملايين التي يحصل عليها والسيارات الفارهة التي يمتلكها و.. !، وببراءةٍ أردف القول مفاخراً: بالعدد المهول من المعجبين الذين يحيطونه بالحفاوة والهدايا الفاخرات، بل وتلاحقه فلاشات صفراء حيثما حلّ أو نزل، وهنا تذكرت ذلك الاكاديمي الدكتور أوالطبيب والمهندس أوخبير الفيزياء والمختبر، وجلهم يشتري سيارته بالأقساط، ويهرول خلف البنوك لسداد قرض البيت الذي يأويه ومن يعول، وليس أدل على ذلك ما يعيشه الإعلام ووسائل التواصل من هوس للاعب غادر الملاعب أو اعتزلته الكرة، أسهبوا عليه بشيلات المديح والتباكي والحزن، وكأنهم فقدوا قرطبة وتأريخها التليد، وكم من طبيب أوخبير ومربي فاضلٍ ساهموا في بناء الوطن، غادروا بالوفاة أو التقاعد ولم يذكرهم الإعلام بجزءٍ من خبر، وإلى متى ومجمل فضائياتنا ” كورة ووتر ” وأختتم بالسؤال لعزيزي القارئ: هل يعيش بعضنا هوساً أم هم على صواب وفينا الخلل..!؟ وهل يصدق قول تلميذي الذي يحلم بأن يكون لاعب كرة !؟ ولمن نترك محافل العلماء الذين خلدوا ذكرى لتأريخ وأمجاد الوطن..!؟
عبدالرزاق سعيد حسنين
انه الهوس وكذلك غسيل فكر وتحولاته الاجابيه الي أداة اله تحركه الأهواء الف شكر على المقال لإعادة النظر في الإعلام وتوجهاته