نبيه العطرجي

كَابْتِنْ رَامِي بَاتُوبَارّة… أَحْسَنتْ

عُمر الإنسَان محدُود بأنفَاس معْدودة لَا يَدري أياً منّى أيْن ستَكون نهَايته، التِي خطهَا القَلم مُنذ الأزَل ليغَادر الحيَاة، فَهذه سُنة الحيَاة أنّ لكُل بِداية نهَاية. والأسبُوع المنْصرم يَوم الثَلاثاء 1/مارس/2016م شَاءت الأقدَار يُصاب الكَابتن/ ولِيد المحَمد -رحِمة الله- أحَد منْسوبي الخطُوط السعُودية، وهُو يُحلق بطَائرته الإيربَاص فِي رحلَته المتَجهة مِن بِيشة إلَى الريَاض ذَات الرقَم (1734) عَلى ارتفاع 31000 قدم بنَوبة قَلبية فَارق عَلى أثَرها الحياة، وهُو بَين السَماء والأرضْ رغُم المسَاعدات الطِبية التِي قُدمت لَه مِن قِبل الطَاقم المرَافق، ولكِن صَدق الله العَظيم (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) مَوقف صَعب لمنْ معَه، وبالأخصْ لمسَاعدة الشَاب الكَابتن / رَامي بِن غَازي بَاتوبارة الذِي شَاهد لحظَات الاحتضار وهُو بِجواره. والحمْد لله أنْ منَحه الله قُوة تجَاوز مِن خِلالها الانهيار العصَبي، وتَمكن -ولله الحمْد والمنّة- مِن تَولي قيَادة الطَائرة بثقَة، وطبَق أنْظمة السَلامة الدُولية المتعَارف عَليها فِي مِثل هَذه الحَالات الطَارئة، ولمْ يُخطر الركَاب بمَا حصَل لقَائد الطَائرة. مَن هُو (رَامي غَازي بَاتوبارة)، إنّه شَاب فِي مُقتبل العُمر… مِن مَواليد محَافظة جِدة عَام 1981م أنهَى تَعليمة الابتدَائي والمتَوسط والثَانوي بهَا، تَربى فِي كنَف والده، فنِي الأشِعة بمدَكل الخطوط السعُودية، ووالدَته نَاهد مَطر، متزَوج وأبْ لغَازي وريتال. عشِق الفضَاء والطيَران فَحقق الله لَه أمنِيته، ليَكون أحَد مَنسوبي الخُطوط الجَوية العَربية السعُودية، ودَرس الطيرَان بأمريكَا واجتَاز دِراسياً السَاعات التِي تأهله بأنْ يحْجز مقعَداً بكبِينة إحْدى الطَائرات. نَال عِدة دَورات فِي مجَال الطيَران بمعَاهد مختَلفة بلنْدن ورومَا وسنغَافورة وأمريكا مِن قِبل منَظمة الطيَران أيَاتا. تنقَل خِلال فتْرة عمَلة الوجِيزة بإدارَة الخدمَات الجَوية، ومِن ثَم كَان لَه شَرف العمَل ضِمن الأسطُول الملكِي ليسْتقر أخِيراً بالعمليَات الجَوية، ليَكون مسَاعد قَائد طائرة إيرباص 320 / 321. أثْبت حُبة لعَملة بِما قَام بِه مِن تَخطي نَاجح لهَذه الحَالة الطَارئة النَادرة، رُغم خِبرته الوجِيزة. تهَانينا القَلبية لَه بمَا قَام بِه مِن سَيطرة نَاجحة عَلى الوَضع رُغم آلام الحُزن والفَاجعة التِي دَاهمته، ولابْن الوَطن الكَابتن / ولِيد- رحِمة الله- خالصْ الدُعاء بالرَحمة والمغْفرة، وأنْ يَكتبه الله مِن الشهَداء، ويُنزل السَكينة عَلى أهْله، ويُلهمهم الصَبر والسِلوان.

نبيه بن مراد العطرجي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اولا نسأل رب العزة والجلال بأن يتغمد ًالاخ وليد المحمد مغفرته ورضوانه وان يفسح له بقبره وأن يفقه عند السؤال ويسكنه فسيح جناته وجميع موتى المسلمين . أما من ناحية الابن رامي اتحمد لله له بالسلامة ورباطة الجأش وحسن التصرف ما شاء الله تبارك الله عليه وليس غريب على ابناءنا تفوقهم في كثير من المجالات ومنها مجال الطيران واسأل الله له أن يهون عليه من فقدان اخ له بنفس مجال عمله وأن يوفقه ويسعده ويحفظه لاسرته وأبناءه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى