عبدالرحمن الأحمدي

حوار د. صالح بن حميد..على مسرح التَّعليم

على خشبة مسرح إدارة تعليم مكةَ المكرمة .. وضمن فعاليات وطني قبلة المسلمين في عامه الثاني .. وفي محاضرة قيمة لمعالي الشيخ د. صالح بن حميد ملئية بالفوائدو بالتجارب ، ولم تخلُ من الطرفة العابرة، وكان اللقاء عن أهمية الحوار في جميع أمور المجتمع، سواء في بيوتنا .. مدارسنا .. أوأعمالنا .. وأثره في بناء الشخصية المتزنة ، وهذا ما تطرق إليه فضيلته من كون الحوار أسلوب تعليمي تسخر فيه الأسئلة والإجابات بين طرفي الحوار؛ وذلك بقصد إثارة اهتمام ودافعية المتعلمين داخل مقارهم التعليمية. مع التأكيد جيدا على أن الحوار في حقيقته هو: عبارة عن عرض الأفكار وفهم الآخر ، وليس المطلوب الإقناع، فالإقناع شيء قلبي مثله مثل الهداية، وعلينا أن نفصل بين القناعة والحوار؛ وذلك في غاية الأهمية. وأيضا لاطلاع كل طرف على ما يحمل الطرف المقابل من رؤى فكرية أو وجهات نظر مختلفة قد تغيب عن الذهن. مع أهمية تحلِّي التربويين بصفات المعلم المحاور وأن يكونوا قدوة حوارية؛للوصول إلى معرفة الحق ، بلا أي إفحام للمتعلم، بل يجب تغليب جانب الرحمة واللطف والحلم. مع ضرورة إعطاء الأمان للمتعلم والتزام المتعلم في ذات الوقت بالاحترام والتقدير.

يقول الشيخ د. صالح بن عبدالرحمن الحصين-يرحمه الله- إن الحوار كان وما يزال هو الطريق الأمثل إلى العمل والإنجاز والعطاء بوصفه أحد القنوات للتعبير المسؤول عن الرأي والاستفادة من كل الأفكار والرؤى والأُطروحات العلمية التي يتم تناولها لخدمة ديننا الحنيف ثم وطننا الذي يحتاج منا كلَّ أنواع الدعم والعمل والمثابرة.
وقد أحسنت إدارة التعليم ممثلة في مكتب التعليم بغرب مكة، أيضاً قبل ذلك بيوم واحد في ملتقى عن الحوار على مسرح مدارس الفرقان الأهلية، وكانت المداخلات الجميلة، بمثابة المفأجاة للحضور:وهو الحوار المباشر وجها لوجه بين الطلاب وقادة المدارس، كانت ثناياه تدور حول مطالب ورغبات أبنائنا داخل الفصول الدراسية والمبنى المدرسي، وقد نتج من خلال تلك المداخلات العديد من الفوائد التربوية والتعليمية، والتي ستكون ثمارها جيدة -باذن الله تعالى- طالما التزم المعنيون بحقيقة الحوار من طلاب ومعلمين وقادة.

وحقيقةً الحوار مبدأ إسلامي أصيل، يقوم بين طرفين أو أكثر، والشواهد كثيرة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، وقد رسَّخت الدولة في هذا الوقت الراهن هذا المبدأ الرائع من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والذي يحوي جميع أطياف الوطن تحت قبة واحدة؛ لتداول قضايا المجتمع، وكذلك من خلال مجلس الشورى؛للتباحث في الشأن العام.
ونحن إذا أردنا حقيقةً أن نؤسس حوارتنا داخل مدارسنا فيجب أن نؤمن أولا بجدوى الحوار ، وكونه يؤدي إلى نتائج ملموسة في الشأن التعليمي، وفي بناء شخصية الطالب، ومانسعى إليه فعلاً من الحوار، فبالحوار تتمخض الأفكار .. وتظهر الإيجابيات .. وتُكشف السلبيات .. ويجب أن يبتعد الحوار نهائياً عن التلقين .. والنتائج المطلوبة مسبقاً، فبالمناقشة الهادئة .. والمنطق الواضح، وفي ظل إيمان الجميع بالحوار الهادف طلابا ومعلمين وقادة مدارس ومسؤولين،في ظل دائرة حلقاتها مكتملة، فلا نطالب المدارس بأهمية الحوار داخل أسوارها فقط، وكأنها هي المعنية بذلك، بل يتعدى ذلك للجهات المرتبطة بالمدارس قربت أم بعدت، فما تبنيه المدرسة في زوايا أروقتها من الضروري أن يجد الصدى المناسب في الإدارة الوسطى، وفي الإدارة العليا فما يُبنى وينشأ هنا في المدارس، من الأهمية بمكان أن يُكمل هناك أيضا في المكاتب والإدارات.فحينها تصاغ الرؤية، وتُكتب الرسالةُ على أسس عظيمة اتفق الجميع على مبادئها.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل مقالك أستاذ عبدالرحمن وجميل أن يرسخ مبدأ الحوار في نفوس أبنائنا وأن نترك لهم مساحة مناسبة للحوار مهنا كمعلمين وأباء بالحوار نستطلع مايدور في عقول طلابنا في المدارس وأبنائنا في المنازل .
    الحوار أقصر طريق لحل كثير من المشاكل الاجتماعية بصفة خاصة والمشاكل العامة على أن يترك مساحة مناسبة للمتحاورين لعرض افكارهم بعيدا عن اسلوب التحجيم وفرض الرأي الواحد وتجهيل الأخر .
    شكرا لهذا الطرح المتميز أخي الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى