تابعت على غير المعتاد حلقة سيلفي على قناة mbc مساء الإثنين 27 جمادى الأولى، والتي تناولت المعلم المنقول إلى إحدى مدارس الرياض الثانوية، وبكل أسف تناسى معد الحلقة ومخرجها أن مهنة المعلم رسالة يجب إحترامها، ولقد قام بدور المعلم “المسخرة” بالبلدي الفنان يوسف الجراح الذي أجاد الدور وكأنه عاشه في شبابه أيام الدراسة، ومن المؤسف حقاً في دراما مشهد المدرسة وكادرها، عرضهم الجانب السلبي في سلوكيات تكاد تكون فردية في مجمل أعداد طلاب مدارسنا في المرحلة الثانوية على إمتداد وطننا المترامي الأطراف، إنها صورة مبالغة في دراما التدريس في المملكة، الذي يشهد تنامي حضاري لطلابنا المشبعين بالخلق الإسلامي الذي يوصي بالوقار المتبادل بين صغار السن والكبار، وهنا أخاطب إعلامنا ومن يدافعون عن الدراما ولزوم المبالغة لشد إنتباه المشاهد، أن ليس هكذا يؤكل لحم المعلم مربي الأجيال في بلادي، بل حتى وكيل الوزارة في تلك الحلقة لم يسلم من الإستخفاف به وبمركزه القيادي، بما يسقط الأخلاق ولباس الحشمة والوقار عن طلاب مدارسنا، والذي أعتبره من وجهة نظري إجحافاً لطلابنا شباب اليوم رجال الغد، الذين تتأمل فيهم الدولة حفظها الله مستقبلاً مشرقاً للمساهمة في عجلة النماء والإزدهار بمشيئته سبحانه، وسأتناول من وجهة نظري بعض السلبيات التي سقط فيها معد الحلقة أو كاتبها ومخرجها، بتمثيل العديد من المواقف التي نقلت صورة مغايرة لواقع مدارسنا، وعلى سبيل المثال لا الحصر وجود الجوال على مرءى الجميع داخل المدرسة، وتناول الطلاب السيجارة أو الدخان في واجهة فناء المدرسة بطريقة مستفزة تعبر عن اللآ مبالاة والإنحطاط الأخلاقي، ولا أنكر إن في بعض مدارسنا يتناول “فئة قليلة جداً من الطلاب” السجائر في زاوية الفناء البعيدة عن الأنظار أو حتى في دورات المياه، وهنا تعود بي الذاكرة إلى أيام بداياتي كمعلم في المرحلة المتوسطة وبالتحديد بمدرسة عرفات بمكة المكرمة، إذ قابلني أحد تلامذتي وقد قارب العقد الثالث في أحد الأسواق وبرفقته إبنتيه في زهرة الشباب، وبعد أن قبل رأسي وذكرني بالإشادة قائلاً لإبنتيه:”هذا معلمي زمن الصبا، وأن ليته استمع إلى نصيحتي يوم “كفشته” يتناول سيجارته ناحية دورات المياه، وتلك المحاضرة الصحية التي حذرته فيها من عواقب الدخان والإدمان على ما يحتويه من النيكوتين، بل وأشار إلى بعض التلفيات على ثوبه نتيجة السجائر، ومع ذلك فقد تخرج من تلك المدرسة أجيالاً من الشباب الذين يعتلون مناصب قيادية في الدولة من المدنيين والعسكريين، وهذا هو المأمول في فلذات أكبادنا طلاب مدارسنا، وإن كنت خلال مسيرتي التربوية التي أنهيتها بعد شكر الله بتقاعدي المبكر لأكثر من 32 عاماً لم أحمل فيها عصاً، بل ويبادلني بعون الله تلامذتي الود وداً وأبادلهم الإحترام إحتراماً وإن تقادم بنا الزمن، لأشير لسعادة مدير المدرسة في حلقة سيلفي المعلم والذي قام بدوره الفنان ناصر القصبي الذي أحسبه وراء فكرة الحلقة، أن ليس في مدارسنا وعلى مستوى مملكتنا الحبيبة مدرساً بمهنة وزير دفاع المدرسة، أو ممثل خط دفاع لمواجهة الفتوات من الطلاب على حد زعمه، إذ أننا نعيش عصراً حضارياً يخضع فيه الجميع لأنظمة وقوانين تحافظ على الحقوق وتحمي أمننا، وهنا أشير بالنقد أيضاً لدور ولي أمر الطالب في نفس الحلقة الضعيفة، وتعاليه على كادر المدرسة بطريقة وعبارات عدائية تتحدى الأنظمة، بما يعيدنا إلى زمن الهمجية والغاب، الذي لم نعاصره في حاضرنا ولا ماضينا في المملكة العربية السعودية، وليصدق القول: إن القليل في الكثير لا يعمم على الكل، وستظل بمشيئة الله تعالى مدارسنا ذات رسالة تربوية هادفة يكن لها القاصي والداني كل الإحترام، وختاماً ليت معد ومخرج سيلفي المعلم على قناة mbc يراجع حساباته، إذ الأولى به أن يختتم الحلقة بحلول تربوية تعالج هفوات القلة من طلاب مدارسنا، لا أن ينهيها بتمادي وإستهتار أكبر بما يعطي رسالة غير تربوية لفلذات أكبادنا، مفادها التمادي في الخطأ بلا رقيب أو حسيب، ولهؤلاء المرتزقة من الممثلين أقول: كفى إستخفافاً بالعقول، ويا ليتكم تدركون بأن الفن سلاح ذو حدين، اسأل الله سبحانه أن يعيد إعلامنا إلى الصواب والحذر من الإنزلاق في ظلمات نتاجها سلوكيات خاطئة، تودي بشبابنا إلى الهلاك والعياذ بالله..
عبدالرزاق سعيد حسنين
بيض الله وجهك أستاذنا وكاتبنا القدير
من شاهد هذه الحلقة يظن للأسف إن هذا السلوك سائد في مدارسنا التي تتبرأ وبكل ما أوتيت من قوة من هذه الصورة البشعة التي نقلت في هذه الحلقة ، مدارسنا فيها الفضائل والقيم فيها أبنائنا الذين تولينا تربيتهم نحن الأسر .
فيها المبدعون ، فيها عماد المستقبل ، فيها فلذات أكبادنا .