أحمد حلبي

نور وألم الفراق

 أكثر من ثلاثة عقود ونيف قضيتها داخل أروقة الإعلام بدأ من الصحافة الورقية التي كانت مدرستي الأولى بالعزيزة على القلب “النـدوة”، وطوال فترة عملي متفرغًا أو متعاونًا، صحفيًّا أو كاتبًا، لم أتحدث يومًا عن لاعب كرة قدم سلبًا كان أو إيجابًا، فقد تخصصت في الشؤون المحلية والشئون الاقتصادية والتحقيقات كصحفي، ثم ككاتب اجتماعي بعد أن هجرت الصحافة الورقية كمتفرغ ومتعاون. وما جعلني أتناول هذه المقدمة هي المواقف المؤلمة التي بدأ لاعب نادي الاتحاد محمد نور يعيشها من القريب قبل البعيد، فبعد اتهامه بتناول المنشطات وإيقافه عن ممارسة لعب كرة القدم أربع سنوات، وجاءت الصدمة الأخرى له بوفاة شقيقته لتزيد من ألمه ألمًا، كان الله في عونه على اجتيازها . وما أرجوه وأتمناه ممن يدعون أنهم إعلاميون رياضيين أن يكونوا أكثر خلقًا في التعامل مع محمد نور لا كلاعب اتهم بتناول المنشطات، بل كإنسان يمر بظروف نفسية صعبة، ويعيش فراق شقيقته التي كانت يومًا ما تداعبه ويُداعبها، وتضربه ويضربها، حينما كان بيت والدهم يجمعهم كأطفال أشقاء . وأملي أن يدرك من يدعوا أنهم رياضيون بأن الرياضة “فن وأخلاق وفروسية” ومن الأخلاق الإنسانية أن نقف مع أخينا الإنسان، ومحمد نور إن اتفقنا أو اختلفنا معه كلاعب بفريق ينافس فرقنا فهو إنسان ومن واجبنا أن نقف بجواره لنواسيه، ومن يسعون لتشويه صورة نور وتاريخه فعليهم أن يدركوا بأن ما وصل إليه نور لم يستطيعوا هم الوصول إليه، وإن طرح استفتاء عن محمد نور فإن مالا يقل عن 90% من أفراد المجتمع سيعرفونه، أما من يحاولون الإساءة إليه فلن يستطيعوا الوصول إلى نسبة10 %. فهل يدرك أولئك مكانة نور في المجتمع ويسعون للوقوف معه ؟ وهل نراهم يقفون معه مواسين في وفاة شقيقته ؟ وهل يدركون أن الرياضة فن وأخلاق وفروسية ؟

 أحمد صالح حلبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال منصف جداً .. عن ” نور ” حياة حافلة بالعطاء في الملاعب وحب الجماهير على الرغم من تجاوزه العمر الافتراضي للاعب كرة القدم .. واستمراريته تأتي من محبة الجماهير له .. هو اخطأ ان فعل لكن قرار منعه ( ٤) سنوات يأتي قد يكون مجحفا لماضيه المشرق فهل سيعود نور للملاعب وقد تجاوز الأربعين ! وعظم الله اجره في اخته ” فالألم ” جاء مضاعفاً عليه .. لنقف قليلا ونأخذ العبرة في امر نتخذ القرار في الوقت المناسب دون التأثر بالآخرين .. ” الجماهير ”
    شكرًا لكم َاستاذ احمد الحلبي الكاتب والإنسان !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى