المقالات

قادسية ثالثة

لم يعِ كثير من قوى الشر التجارب الفاشلة لحربهم على الإسلام ، فمنذ أن بدأت المكائد على الإسلام عمومًا والعرب خاصة ؛ لم تنجح محاولة واحدة لتركيعهم ، وذلك يعود لأسباب وبدهيات لا يعلمها المعتدي ، فالمسلم يعلم أنه ليس مخلدًا في هذه الدنيا ، وأن وجوده للعبادة وعمارة الأرض ، ورسالته الدعوة إلى الله ، لذا فمسألة وجوده هي مسألة وقتية ، حددت في بعض الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة بنسب زمانية تنهي فكرة حب الحياة والخلود . والقوى الكبرى كالروس والأمريكان يمتلكون أقوى الجيوش والعتاد، ومع ذلك فشل الروس أمام المجاهدين في أفغانستان ، وخنس الأمريكان في العراق أمام الفلوجة وغيرها من المدن الحرة ، ولولا الخذلان من الروافض في كلا الحالتين لكُبّد المعتدي هزائم مدوية ،،لم يشهد العالم ولن يشهد لها مثيلًا . وقد جاء “بوتين” بالروس لنصرة إخوانهم في الدين “النصيرية “، بذريعة حربهم على الإرهاب “داعش”، وهو في الحقيقة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء مذبذب بين هذا وذاك ، جاء لتدمير مدن السنة التي استعصت على الروافض “حلب “و”حماة”، فكثف طلعاته الجوية فقتل الأطفال والشيوخ والنساء ، ولم يكتفِ بذلك ؛ بل جرّب أسلحته الجديدة المحرمة دوليًا على رؤوس العزّل ، والعالم في صمت رهيب ، إلّا عاصمة العالم الإسلامي وقلبه النابض ؛ المملكة العربية السعودية ، التي لم تألوا جهدًا في الوقوف شامخةً أمام الهيمنة الغربية والغطرسة الفارسية المدعومة من الغرب ، فهاهو تلميذ سعود الفيصل عادل الجبير -حفظه الله – يأتمر بأوامر سلمان الحزم -أعزه الله ونصره- فطاف العالم لبيان خطأ سياسة العالم تجاه أهل السنة ، والحمد لله بوادر النصر قريبة ، وأهل السنة في رفعة إذا توكلوا على الله حق التوكل وآزروا بلد الإسلام ومهبطه . نعم كانت مناورة رعد الشمال “رعدًا ودرعًا وردعًا”، فارتعدت فرائص الجبناء ؛ الصفويين وإخوانهم الصهاينة وأبناء عمومتهم من الصليبيين ، لأن اجتماعًا لقوات كهذه لم يحدث من قبل إلّا في تحرير الكويت بأمر من الملك فهد -رحمه الله – عندما جمع قوات العالم في صعيد واحد . قوى الشر ومنابع الإرهاب من طهران للضاحية إلى صعدة ، أصبحوا يجرون أذيال الخيبة والفشل ، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه ، فمشروعهم قُصِمَ ظهره ، ووئد قبل أن يرى النور ، فطمر في مزابل التاريخ ليشهد العالم بأن الإسلام باق مابقيت الحياة . وعلى المجوس أن يعوا بأن الجزيرة العربية التي خرج منها خالد بن الوليد وأبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص والقعقاع بن عمرو التميمي – رضي الله عنهم-وغيرهم من الأبطال ، والذين أذاقوا أقوى إمبراطورية في ذلك الزمان الهزيمة والهوان ، وأخذوا أكاسرتها وهرمزاناتها مكبلين في الأصفاد إلى الخليفة الشجاع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -في المدينة ، ليعلم الفرس المجوس أن تلك الجزيرة ليست عاجزة عن إنجاب الصناديد وأسود الوغى لتسطير الملاحم من شط العرب حتى حدود الصين ، ولتكنْ قادسية ثالثة إن أرادوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى