المقالات

أمريكا والنووي والأبراج

عندما تحتاج قوى الشر تنفيذ أجندة ما تلجأ إلى الحلقة الأضعف ، وطبيعي جدًا وجود العالم العربي والإسلامي كحقل تجارب من الطراز الأوّل ، فبعد أن ضربت أمريكا اليابان بالقنبلة النووية خمدت جذوة نارها ولم تقاوم إلى يومنا هذا ؛ بل اتجهت إلى ما هو أجدى نفعًا وهو حرب العقول والصناعة فتفوقت على أمريكا ، ومارست أيضًا الدور ذاته على القارة العجوز فخنعت ولبّت مطالبها وأصبحت تابعة لها ، ولم يبقَ سوى العرب فبدأت في تجاربها الخبيثة . فقد عانا العرب بصفة خاصة والمسلمون بصفة عامة من التشظي والتفكك المنهك ، فعلى مدى العقود السبعة الماضية لم تجتمع لهم كلمة ولم توحد لهم راية ، فأصبحوا مطمعًا للقاصي والداني ؛ بل أصبحوا يتجسسون على بعض ، ويكيدون لبعض ، ويتآمرون مع العدو على بعض ، إلّا ما رحم ربي ، حتى قيّض الله لهذه الأمة قائدًا فذًا لملمَ شتاتهم وجمع شملهم تحت لواء الكرامة والحزم والعزم ، حفظ الله سلمان الكرامة والعزة ونائبيه وكل صالح في هذه الأمة . ونعود للمكائد التي ألصقت في هذه الأمة لتكون ذريعة لشن حروب إبادة عليهم ، ولتجربة أنواع الأسلحة الفتاكة ، فبدأوا بصدام – رحمه الله – حتى دمروا العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل ، حتى أصبح بلد الحضارة يغوص في القذارة ، ثم أكتشف بعد ذلك أن السلاح النووي أكذوبة ، وببرود عجيب يخرج المتحدث باسم البيت الأسود ، فيقول : تقاريرنا بنيت على معلومات استخباراتية خاطئة، ولم يتوقف العداء عند هذا الحد ؛ بل غضوا الطرف عن إخوانهم في الدين -المجوس- وهم يشيدون المفاعلات النووية على مرأى ومسمع منهم ، فسلموا العراق بكل دناءة لعبّاد النيران ، والآن خرجت علينا تقارير تفيد بتورط رأس المتعة في بلاد المجوس -خامنئي- بظلوعه في الهجمات على برجي التجارة العالمي ، ويتبادر إلى عقولنا تساؤل ماذا لو كان المتهم عربيًا ؟ هل ستجيش الجيوش وتقرع طبول الحرب ؟ أم ماذا ؟ لا شك أن الموضوعية غائبة والشفافية معتمة جدًا ، وأصبح العالم الغربي بالنسبة لنا كتابًا مفتوحًا ، قرأنا سطوره ونغوص في أعماقه ، فتبيّن زيف شعاراتهم وكذب ديموقراطيتهم . فكل يوم يخرجون علينا فيه بقرارات لابُدّ أن توضع على المحك وتحلل ، فالصهاينة والصليبون والصفويون لن تهدأ نفوسهم حتى يروا الإسلام يترنّح وأنّى لهم ؟

د. نايف عبدالعزيز الحارثي

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى