المقالات

لماذا ينوحون الإيرانيين على القبور؟!

يقول محمد أسد في أحد فصول كتابه (الطريق إلى مكة) بعنوان رسالة فارسية، بدأت أتساءل هل السوداوية الدفينة في الإيرانيين ومشاعرهم المأساوية هي التي دفعتهم إلى تبني المذهب الشيعي ؟ أم أن حجم المأساة هي التي أدت إلى صياغة الإيرانيين تلك الصياغة المأساوية. بدأت الإجابة مذهلة تتكون في ذهني على مراحل وعلى مدى شهور، إنها حادثة وقعت في منتصف القرن السابع الميلادي، يوم قهرت جيوش عمر بن الخطاب الإمبراطورية الساسانية في بلاد فارس، ودخل الإسلام في تلك البلاد، وكانت العقيدة الزرادشتية الفارسية قد انكمشت، وقد حطم الفتح العربي إعادة الخلق القومي الفارسي، وتوقف الامتداد القومي للتاريخ الفارسي، وعلى الرغم من اعتناقهم للإسلام، مازالوا في اللاوعي بين انتصار الإسلام وهزيمة القومية الفارسية، كان أساسهم بأنهم هزموا مؤلمًا أدى إلى تقويض إحساسهم القومي بالثقة بالنفس، وعلى مدى قرون متتالية، يعبرون عن احتجاج صامت لغزو العرب بلادهم، إنهم لاينوحون على مصرع علي وأبنائه، بل يبكون على ضياع مجدهم. انتهى هذه أدق تفاصيل سبرت أغوار النفسية الفارسية، وشخصت سر كراهيتهم العرب وإصرارهم على الانتقام، وماعدا ذلك يفيض في إناء أخرق، أو كما من يريد أن يقبض الماء بين أصابع اليد ولاجدوى. “”””

  • سعود بن عايد الدبيسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى